نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 215
بنوع فعل لا بنوع انفعال ولهذا يقال لها العقل بالفعل وإن كان بعد في هذا العالم . وأما الجسم وقواه فلا يمكن له مثل ذلك ألا ترى أن الحواس لا يمكن أن يستحفظ في ذاتها صورة ويقبل أخرى ولا المعاودة إليها بعد الغيبة بنوع فعل استكفاء بذاتها وبمقوم ذاتها بل بمثل ما ينشأ منه ابتداء . الإشراق الرابع في إقناعيات يفيد الطمأنينة في أن النفس من عالم آخر . اعلم أن براهين تجرد النفس كثيرة قد ذكرنا طرفا منها في المبدأ والمعاد [1] فليطلب من هناك . والأولى للسالك أن يهاجر أغراض الطبيعة وتلطف سره عن شواغل هذا الأدنى ليشاهد [1] ذاته المجردة عن الأحياز والأمكنة ويتحقق لديه أنه لو لا اشتغال النفس بتدبير قواها الطبيعية وانفعالها عنه [1] لكان لها اقتدار على إنشاء الأجرام العظيمة المقدار الكثيرة العدد فضلا عن التصرف فيها بالتدبير كما وقع لأصحاب الرياضات وقد جربوا من أنفسهم أمورا عظيمة وهم بعد في هذه النشأة فما ظنك بنفوس كريمة إلهية عاشقة لأنوار كبريائه وأنت مع شواغلك إذا فكرت في آلاء الله أو سمعت أنه يشير إلى الأمور الإلهية وأحوال المآب انظر كيف يقشعر جلدك وتقف شعرك ويهون عليك حينئذ رفض البدن وقواه وهواه وذلك لأجل نور قذف في
[1] : قال قده في المبدأ والمعاد بعد بيان الدلائل التي أقيمت على تجرد النفس مع زيادة تحقيق وتنبيه في إقناعيات واستبصارات واعلم أن براهين تجرد النفس كثيرة مذكورة في كتب الحكماء وقد ذكرنا طرفا منها ومن أراد زيادة فليطلب من هناك المبدأ والمعاد ص 217 218 والأسفار الأربعة مبحث النفس ط 1382 ه ق ص 60 70 . [1] : لمشاهدة ذاته المجردة د ط . [1] : وانفعالها عنها د ط .
215
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 215