نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 18
الإشراق الحادي عشر في تعريف الأمور العامة المبحوث عنها في إحدى الفلسفتين الإلهيتين والإشارة إلى اضطراب كلام المتأخرين في تعريفها قد مر أن البحث في الفلسفة الأولى والحكمة القصوى عن عوارض الوجود بما هو وجود فضرب منها ذوات مجردة عن المواد بالكلية والحكمة الباحثة عنها يسمى باثولوجيا في لغة يونان أي العلم الربوبي وضرب منها معان ومفهومات كلية لا يأبى عن شمولها للطبائع [1] المادية لا بما هي مادية بل حيث هي موجودات مطلقا فالأحرى أن يعرف الأمور العامة بأنها صفات للموجود بما هو موجود من غير أن يحتاج الوجود في عروضها إلى أن يصير طبيعيا أو رياضيا وبالجملة أمرا متخصص الاستعداد لعروض شيء منها فتأمّل في ذلك واقض العجب من قوم اضطرب كلامهم في تفسير الأمر العام ففسروه تارة بما لا يختص بقسم من أقسام الموجود عنوا به الواجب والجوهر والعرض فانتقض بدخول الكم المتصل وكذا الكيف وتارة بما يشمل الوجودات [1] كلها أو أكثرها فيخرج منه الوجوب الذاتي والوحدة الحقيقية والعلية المطلقة وأمثالها مما يختص بالواجب وتارة بما يشمل الموجودات إما على الإطلاق أو على سبيل التقابل بأن يكون هو وما يقابله شاملا لها ولشموله الأحوال المختصة زادوا قيدا آخر وهو أن يتعلق بكل من المتقابلين غرض علمي . ثم وقع لبعضهم الاعتراض عليه بأنه إن أريد بالمقابلة ما ينحصر في التضاد