responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 173


وقال فيه أيضا إن هذا العالم الحسي كله إنما هو مثال وصنم لذلك العالم فإن كان هذا العالم حيا فبالحري أن يكون ذلك العالم أتم تماما وأكمل كمالا لأنه هو المفيض على هذا العالم الحياة والقوة والكمال والدوام فإن كان هذا العالم تماما في غاية التمام فلا محالة أن هناك الأشياء كلها التي هاهنا إلا أنها فيه بنوع أعلى وأشرف كما قلنا مرارا .
فثم سماء ذات حياة وفيها كواكب مثل هذه الكواكب التي في هذه السماء غير أنها أنور وأكمل وليس بينهما افتراق كما ترى هاهنا وذلك أنها ليست جسمانية وهناك أرض ليست ذات سباخ لكنها كلها [1] عامرة وفيها الحيوانات كلها الطبيعية الأرضية التي هاهنا وفيها نبات مغروس في الحياة وفيها بحار وإنها جارية [1] جريانا حيوانيا وفيها الحيوانات المائية كلها وهناك هواء وفيه حيوانات هوائية حية شبيهة بذلك الهواء والأشياء التي هناك كلها حية وكيف لا يكون حية وهي في عالم الحياة المحض لا يشوبها الموت البتة وطبائع الحيوان التي هناك مثل طبائع هذه الحيوانات إلا أن الطبيعة هناك أعلى وأشرف من هذه الطبيعة لأنها عقلية ليست حيوانية .
فمن أنكر قولنا وقال من أين يكون في العالم الأعلى حيوان وسماء وسائر الأشياء التي ذكرناها قلنا إن العالم الأعلى هو الحي التام الذي فيه جميع الأشياء لأنه إبداع من المبدع الأول التام ففيه كل نفس وكل عقل وليس هناك فقر ولا حاجة البتة لأن الأشياء التي هناك كلها مملوة غنى وحياة كأنها حياة تغلي وتفور وجرى حياة تلك الأشياء انما تنبع من عين واحدة لا كأنها حرارة واحدة أو ريح واحدة فقط بل كلها كيفية واحدة فيها كل كيفية يوجد فيها كل طعم ونقول



[1] : في أثولوجيا لكنها حية عامرة .
[1] : في أثولوجيا وإنها جارية وما يجري جريا حيوانيا إلخ أثولوجيا المطبوع في حواشي القبسات ص 247 .

173

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست