نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 145
الإشراق السابع : في محبته لعباده قال الله تعالى « يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ » [1] اعلم أن الأول تعالى أشد سار ومسرور ومبهج ومبتهج بذاته لأنه في علمه بذاته أجل مدرك لأبهى مدرك بأشد إدراك . والعالم والمعلوم والعلم في حقه واحد وكلها في حقه بأعلى المراتب . واللذة في المحسوسات الشعور بالكمال الواصل من غير حجاب وغفلة . فما يليق به بإزاء هذا المعنى وإن لم يسم لذة بل بهجة وعلاء وبهاء يجب أن يكون في أعلى المراتب . فالأول أجل مغتبط بذاته وبغيره أيضا من حيث ذاته محبة غير متناهية الشدة لأن من عشق أحدا عشق ما نسب إليه من جهة ما نسب إليه من آثاره ولوازمه وكتبه وتصانيفه وصنائعه ورسله وجلسائه . وقد علمت أن الموجودات الفائضة عن الحق كونها في أنفسها هو نفس كونها من الحق بلا اختلاف فالكل محبوب له على درجات متفاوتة حسب درجات قربها وبعدها من الجمال الأتم والجلال الأكرم ونحن نلتذ بإدراك روائح الحق في أوقات متفرقة من أيام دهرنا [1] ما لا يقدر الألسن وصفها ونحن مصروفون عنه مردودون في قضاء حاجات منغمسون في تدبير الطبيعة البدنية إذا تعرضنا على سبيل الاختلاس
[1] : سورة 25 آية 59 . [1] : وإليه أشار النبي صلّى الله عليه وآله : « أن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها » ا ، ش واعلم أن لهذا الحديث معنى عاليا مشتملا على حقائق بعيدة الغور ونحن قد بينا معنى التعرض وأنواعه وأقسامه من التعرض المجرد العاري عن التعمل أعني التعرض بالاستعداد الذاتي الغير المجهول والتعرض بصفاء الروحانية والتعرض الممزوج مع التعمل والتعرض بالمحبة ويلازمها الفقر إما مطلقا أو مقيدا وقال « عليه السّلام » الفقر فخري التعرض للحق بصفة المحبة الخالصة المطلقة الذي لا يطلب فيه شيئا سوى الله ولا علم للمتعرض بهذا بل لا يعرف سبب الحب ولا يتعين له مطلوب وقد قررنا أقسام التعرض في شرحنا على فصوص الحكم للشيخ الأكبر والغوث الأعظم ابن العربي رضي الله عنه .
145
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 145