responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40


في كتبهم بل كما علمنا الله سبحانه بطريق اختصاصي سوى هذه الطرق المذكورة ولا أرى في التنصيص عليه مصلحة لغموضه وعسر إدراكه على الأكثر الإفهام ولكني أشير إليه إشارة يهتدي بها إليه من وفق له وخلق له وهو أن ذاته تعالى في مرتبة ذاته مظهر جميع صفاته وأسمائه كلها وهي أيضا مجلاه يرى بها وفيها صور جميع الممكنات من غير حلول ولا اتحاد إذ الحلول يقتضي وجود شيئين لكل منهما وجود يغاير وجود صاحبه والاتحاد يستدعي ثبوت أمرين يشتركان في وجود واحد ينسب ذلك الوجود إلى كل منهما بالذات وهناك ليس كذلك كما أشرنا إليه بل ذاته بمنزلة مرآة ترى فيها صور الموجودات كلها وليس وجود المرآة وجود ما يتراءى فيها أصلا .
إشارة تمثيلية واعلم أن أمر المرآة عجيب وقد خلقها الله عبرة للناظرين وذلك أن ما يظهر فيه ويتراءى من الصور [1] ليست هي بعينها الأشخاص الخارجية كما ذهب إليه الرياضيون القائلون بخروج الشعاع ولا هي صور منطبعة فيها كما اختاره الطبيعيون ولا هي من موجودات عالم المثال كما زعمه الإشراقيون فإن كلا من هذه الوجوه الثلاثة مقدوح مردود بوجوه من القدح والرد كما هو مشروح في كتب الحكماء بل الصواب ما اهتدينا إليه بنور الأعلام الرباني الخاصي وهو أن تلك الصور موجودات لا بالذات بل بالعرض بتبعية وجود الأشخاص المقترنة بجسم مشف وسطح صقيل على شرائط مخصوصة فوجودها في الخارج وجود الحكاية بما هي حكاية وهكذا يكون وجود الماهيات والطبائع الكلية عندنا في الخارج فالكلي الطبيعي أي الماهية من حيث هي موجود بالعرض لأنه حكاية الوجود ليس معدوما مطلقا كما عليه المتكلمون ولا موجودا



[1] : ويراها من الصور د ، ط - آ ، ق .

40

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست