الإشراق السابع في تتمة الشكوك في إثبات الصور والتفصي عنها حسبما وجدناها في مواضع متفرقة من أثولوجيا والتقطنا منه فلنذكرها منتظمة متلخصة الأول : أنه إن كان في العالم الأعلى نبات فكيف هو هناك وإن كان ثمة نار وأرض فكيف هما هناك فإنه لا يخلوا من أن يكونا هناك إما حيين وإما ميتين فإن كانا ميتين مثل ما هاهنا فما الحاجة إليهما هناك وإن كانا حيين فكيف يحييان هناك .
فأجاب : بقوله قلنا أما النبات فنقدر أن نقول إنه هناك حي وذلك أن في النبات كلمة فاعلة محمولة على حياة فهي إذن لا محالة نفس ما وأحرى أن يكون هذه الكلمة في النبات الذي في العالم الأعلى وهو النبات الأول إلا أن تلك الكلمة واحدة كلية وهذه كثيرة متعلقات جزئية فهو النبات الأول الحق والذي دونه نبات ثاني وثالث لأنه صنم لذلك النبات وإنما يحيى هذا بما يفيض عليه ذلك من حياته .
فأما هذه الأرض فلها أيضا حياة ما وكلمة فعالة كما وقعت الإشارة إليه فإن كانت هذه الأرض الحسية التي هي صنم حية فبالحري أن يكون تلك الأرض العقلية حية أيضا وهي الأرض الأولى وأن يكون هذه أرضا ثانية لها شبيهة بها [1] .
الثاني :
لم كانت هذه الحيوانات الغير الناطقة هناك فإن كانت لأنها كريمة فما هناك أكرم جوهرا وأشرف .

[1] : أثولوجيا المطبوع في آخر القبسات 1312 ه ق باب النوادر من الميمر العاشر في تمامية كل ما في عالم العقول ص 312 313 314 .

175