نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 11
الإسلام وفروعه [1] . لقد استطاع الحكام ان يصرفوا الجماهير عن فقه علي وآثاره بالمال والسلاح ، وان يضعوا الحواجز والسدود بين الجماهير وبين آثار أهل البيت من جماجم الأبرياء والصلحاء ، وان يرفعوا فريقاً من العلماء على رؤوس الناس ، ويفرضوا عليهم آرائهم بحد السيوف ، لقد استطاعوا ان يضعوا كل شيء ، ولكنهم لم يستطيعوا بكل ما لديهم من قوة القضاء على تلك الثروة الواسعة التي ورثها علي ( ع ) عن رسول اللَّه ( ص ) والتي انتقلت بكاملها إلى أولاده وأحفاده من بعده ، وبواسطتهم قد انتشرت بين الملايين من المسلمين بعد ان تعرضت الدولة الجائرة العاتية للانهيار وثم للامامين العظيمين الباقر والصادق ( ع ) تأسيس مدرستها التي تخرج منها آلاف العلماء والفقهاء والمحدثين من مختلف العواصم والبلاد ومن أجل ذلك نسب فقه أهل البيت إلى الإمام جعفر الصادق ( ع ) ، في حين انه ليس لهذا الامام العظيم فقه يختص به ولا علم ورثه عن آبائه دون سواه ويتأكد ذلك عندما نرجع إلى آرائه حول هذا الموضوع ، فقد روى جماعة من الثقات عنه أنه قال : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث رسول الله ، وحديث رسول الله هو قول الله . وورد عنه أنه قال : انا إذا حدثنا لا نحدث الا بحكم الله ، ولا نقول الا ما يوافق كتاب الله ، فإذا وجدتم حديثنا فاعرضوه على القرآن ، فإذا خالفه فاطرحوه . ومن ذلك تبين ان الفقه الشيعي المنسوب إلى الإمام جعفر الصادق « ع » هو فقه الرسول وعلي والأئمة من ولده ، وانه انما نسب إليه ، لأنه انتشر من مدرسته بعد الركود الذي خيم عليه طوال حكم الأمويين ، واستطاع الإمام الصادق « ع » في ربع قرن من الزمن أن يملأ البلاد والعواصم الإسلامية بتلاميذه الذين حملوا
[1] انظر كتابنا المبادئ العامة للفقه الجعفري في الفصول التي وضعناها لمعالجة هذا الموضوع .
11
نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 11