نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 12
فقهه وحديثه إلى الناس . وقد جاء عن أبان بن تغلب أحد تلاميذه وتلاميذ أبيه الباقر « ع » : أنه روى عن الباقر ثمانية عشر الف حديثاً ، وروى عن الإمام الصادق ثلاثين الف حديثاً ، كما روى عنه محمد بن مسلم ، وزارة بن أعين ، وأبو بصير ، وجابر الجعفي ، وغيرهم آلاف الأحاديث في الفقه وأصول الإسلام والأخلاق وغير ذلك من المواضيع الإسلامية التي كانت تعالجها مدرسته ، وقد بحثنا هذه المواضيع بحثاً مفصلًا في كتابنا : المبادئ العامة للفقه الجعفري وأثبتنا بالأرقام ان فقه أهل البيت كان أكثر انتشاراً وشيوعاً في تلك الفترة من فقه غيرهم ، بالرغم من أن الحكام العباسيين كان موقفهم من الشيعة وأئمتهم أسوأ من موقف أسلافهم الأمويين ، فلقد حاولوا بشتى الوسائل القضاء على تلك الثروة الواسعة التي ورثها جعفر بن محمد ( ع ) عن آبائه عن الرسول « ص » ، وتوجيه الجماهير إلى غيره من فقهاء ذلك العصر ، وبخاصة الامام مالك ، الذي أصبح في الشطر الأخير من حياته من أقرب الناس إليهم ، ولولا هم لم ينتشر فقهه بتلك السرعة في أنحاء البلاد . ولكن العباسيين لم يفلحوا في القضاء على تلك الثروة التي تستمد قوتها وأصالتها من كتاب الله وسنة نبيه الكريم ، والتي اتسعت لجميع أبواب الفقه وفصوله ، ومختلف العلوم الإسلامية . لقد استدل الأئمة بالآيات الكريمة في تشريعاتهم ، وبأقوال الرسول وأفعاله ، ووضعوا القواعد والمبادئ العامة للتشريع ، ومن تلك المبادئ ، وجد الفقهاء منفساً لهم في التعرف على الحلول الكافية لمشاكل الحياة وأحكام الحوادث المتجددة على مرور الزمن ، وأغنتهم عن القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وآراء الصحابة ، وغير ذلك من الأصول التي أعتمد عليها فقهاء المذاهب في تشريع الأحكام ولو تيسر للفقه الجعفري الخروج من عزلته ، وإبرازه بثوب يسهل للباحثين الاطلاع عليه ونشر المؤلفات الفقهية بالأساليب الحديثة بنحو تصبح دراستها أمراً ميسوراً لكل من يحارب التعرف على فقه الشيعة وآراء علمائهم في مختلف مسائله ، لو تيسر للفقه الجعفري هذا الأمر ، لكنا قد أخرجناه من عزلته ،
12
نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 12