responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 10

إسم الكتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات ( عدد الصفحات : 448)


تلك الآيات التي تبلغ نحو من خمس عشرة آية .
ومهما كان الحال فقد استمد المسلمون فقههم من كتاب الله وسنة نبيه في المرحلة الأولى من مراحل التشريع ومعلوم ان القرآن حتى في المواضيع التي تعرض لأحكامها لم يتعرض لها إلا بصورة إجمالية ، وترك للرسول تفصيل هذا الإجمال ، وتحديد القواعد والأصول التي وضعها في مختلف العناوين ، فكان يقوم بدور الشارح المبين لما أجمله القرآن ، بالإضافة إلى كثير من أحكام الحوادث التي تلقي أحكامها عن طريق الوحي مباشرة ، وأصبحت بذلك أقوال الرسول وأفعاله متممة للتشريع ، ومرجعا للمسلمين في أمور دينهم بعد كتاب الله الكريم .
ومن الثابت عند جميع المسلمين ان علياً « ع » كان من أحرص الناس على حفظ ذلك التراث الضخم ، ومن أكثر المسلمين وعياً لانظمته وقواعده ، وضبطا لأصوله ومبادئه ، وتؤكد النصوص التاريخية ان هذه الظاهرة فيه كانت بارزة في عصر الرسول « ص » وان النبي « ص » قد اثنى عليه أبلغ الثناء وسماه باب مدينة العلم ، وعلمه الف باب من العلم ، وفتح له في كل باب الف باب وكما كان في زمن الرسول « ص » كان في عهد الصحابة المرجع الأول في الإفتاء والقضاء ، ومن علمه استفاد أكثر الصحابة والتابعين ، ومن مدرسته تخرج عشرات الفقهاء والمحدثين ، وترك في الكوفة خلال إقامته فيها علماً كثيراً قد انتشر بين فقهائها وسكانها شطراً طويلًا من الزمن ، ولولا أن الأمويين الذين تعاقبوا الحكم من بعده قد بذلوا أقصى ما لديهم من جهد وسخروا قسماً كبيراً من امكانياتهم للقضاء على اثاره ، وتوجيه الإنظار إلى سواه ، بالقتل والحبس وتشريد اتباعه وشيعته ، وإباحة الأغراض والأموال ، لولا هذا الموقف العدائي من علي وشيعته ، ومن رواة اثاره وحملة علمه لكان الفقه الإسلامي في جميع العصور يستمد أصالته وقوته من تلك الآثار التي خلفها علي « ع » وآله الأئمة الهداة « ع » ولما حدثت تلك الفجوة العميقة بسبب تعدد المذاهب واختلاف الآراء في أصول

10

نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست