نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 338
الثانية - في مشروعية الحبس إجمالاً : الحبس مشروع بالأدلّة الأربعة : فمن الكتاب : 1 - قوله - تعالى - : ( إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) [1] . حيث فسّر النفي في الآية بالحبس . قال الطبرسي : " وقال أبو حنيفة وأصحابه : إنّ النفي هو الحبس والسجن . واحتجّوا بأنّ المسجون يكون بمنزلة المخرج من الدنيا إذا كان ممنوعاً من التصرّف محولاً بينه وبين أهله مع مقاساته الشدائد في الحبس . . . " [2] . وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) في حديث : " فإن كانوا أخافوا السبيل فقط ولم يقتلوا أحداً ولم يأخذوا مالاً أمر بإيداعهم الحبس . فإنّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل " [3] . قد يقال : إنّ النفي من الأرض حقيقة غير ممكن ، إذ كلّ مكان يرسل هو إليه يكون من الأرض لا محالة ، فالمراد جعله بحيث لا يتمكّن أن يتصرّف فيها تصرّف الأحياء ، فينطبق قهراً على الحبس . ولكن معظم أصحابنا الإمامية لم يفتوا بالحبس في المقام . قال الشيخ : " إن لم يجرح ولم يأخذ المال وجب عليه أن ينفى من البلد الذي فعل فيه ذلك الفعل إلى غيره . . . " [4] .