افترض وجود عمّال عديدين لتشغيل الماكنة . والتحقيق : إنّ الذّابح هو الشخص الذي يتحقّق على يده الجزء الأخير من سبب الذبح ، فإذا فرض أنّ الماكنة كانت في حالة التشغيل ، ويأخذ العامل الحيوانات ويربطها بها الواحد تلو الآخر ، ليذبح اتوماتيكيا ، كان الذابح من يقوم بربط الحيوان لا محالة ؛ لأنّه المحقّق للجزء الأخير ، ويكون الذبح بعد ذلك بمثابة الفعل التوليدي الصادر منه فيجب التسمية عليه . وعندئذ يمكن أن يقال : بكفاية التسمية عند ربط كلّ حيوان بالآلة أو وضعه على المذبح ؛ لأنّه شروع في الذبح بها ، ويكفي التسمية عنده ؛ لصدق عنوان * ( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْه ) * [14] نعم ، لو كان ربطه لأجل أن يذبح فيما بعد بالآلة لا الآن لم يجزئ التسمية عنده . وقد ينعكس الأمر بأن يفرض ربط الحيوان بالآلة أولا ثم تشغيلها ، أو يكون المسؤول عن تشغيلها شخص آخر غير من يربط الحيوان بها ، كما لعلَّه كذلك في ذبح الدجاج بالماكنة حيث يربط بشريط دائري ثم يجعل الشريط على الماكنة لتدور بها على المذبح سريعا ، ففي مثل ذلك يكون تشغيل الماكنة أو وضع الشريط عليها هو الجزء الأخير من السبب ، فيكون المسؤول والمتصدّي لذلك هو الذابح فيجب تسميته . ولو كان بفعل أكثر من واحد كفت تسمية واحد منهم في صدق ذكر اسم اللَّه على الذبيحة ، وما تقدّم من عدم كفاية تسمية غير الذابح لا يخرج إلَّا ما إذا كانت التسمية من الأجنبي لا المشارك في الذبح الذي يكون ذابحا أيضا . وهل يمكن الاكتفاء بتسمية واحدة حين تشغيل الماكنة على الشريط ، أو يجب تكرارها إلى حين انتهاء الشريط وذبح جميع الذبائح المربوطة به ؟