أقول : لا تعجب فيه بعد توثيق الشيخ ( قدّس سرّه ) وغيره إيّاه [1] ، وكأنّ ما نقل من كونه كاذبا لأجل غلوّه بمعنى رجوع كذبه إلى تكلَّمه في الإمام ( عليه السلام ) ما ليس فيه أي أنّه كاذب في المدح والثناء لكونه مادحا للممدوح بما ليس فيه لا أنّه كاذب في نقل الأخبار . 3 - ومنها : ما عن محمّد بن الحسن بإسناده ، عن الحسن بن فضال ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن حكيم مؤذّن بني عيسى ( ابن عيسى ، خ ل ) ، عن أبي عبد اللَّه ( عليه السلام ) قال : قلت له * ( واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّه خُمُسَه ولِلرَّسُولِ ) * ؟ قال : « هي واللَّه الإفادة يوما بيوم إلَّا أنّ أبي جعل شيعتنا من ذلك في حلّ ليزكوا » [2] . والكلام في سنده هو ما تقدّم في أوائل الكتاب من أنّه لا يمكن الاعتماد عليه لجهالة مؤذّن بني عيسى وإن كان إماميّا ، بل في المدارك لاشتماله على عدّة من الضعفاء والمجاهيل منهم محمّد بن سنان وغيره [3] . ولكن لو تمّ سندا لا مجال للخدشة فيه دلالة . 4 - ومنها : ما عن محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات ، عن عمران ابن موسى ، عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : قرأت عليه آية الخمس فقال :
[1] لم نعثر على توثيق له من الشيخ وغيره ، نعم هو من رجال كامل الزيارات ورد في سند الحديث 1 من الباب الثامن عشر منه ، وحكي عن المحقّق البهبهاني ( قدّس سرّه ) في تعليقاته أنّه قال : « ورواية جماعة كتابه تدلّ على الاعتماد » ، والعلَّامة ( قدّس سرّه ) وإن وصف حديثه هذا بالصحة لكنّه ضعف الرجل في الخلاصة وقال فيه : « لا يعتد بروايته وليس بشيء ولا يرتفع به » ، وقد تقدّم أيضا في ص 15 ما يتعلَّق بالمقام ، فراجع . [2] الوسائل ، كتاب الخمس ، ب 4 من أبواب ما يجب فيه الخمس ، ح 8 . والآية 41 من سورة الأنفال . [3] مدارك الأحكام كتاب الخمس ، ( عند قول المحقّق ( قدّس سرّه ) في الفصل الأوّل : « الخامس : ما يفضل عن مئونة السنة . » ) ، ج 5 ، ص 382 .