فتلقيه الريح إلى الساحل « [1] انتهى . أقول : قد وقع في حياة الحيوان بين قوله : « إنّ العنبر سمكة بحريّة يتّخذ من جلدها التراس » ، وقوله : « العنبر المشموم . » ، فاصلة ممتدّة نحو صفحة غير مرتبطة بالمقام فلذا ضمّ في المجمع بينهما كما ترى ، وعلى أيّ حال يحتمل صحة إطلاق المعدن على الرجيع المقذوف ، كما يصحّ ذلك على نفس ما يخرج من القعر . وعن القاموس : « العنبر من الطيب روث دابة بحريّة أو نبع عين فيه » [2] . والمراد من كلمة أو إما الترديد أو التنويع وكونه على نوعين . وعن المبسوط والاقتصاد : « أنّه نبات في البحر » [3] . وعن البيان ، عن أهل الطب أنّهم قالوا : « هو جماجم تخرج من عين في البحر أكبرها وزنه ألف مثقال » [4] . والظاهر أنّ هذه الاختلافات برمّتها راجعة إلى الاختلاف في منشأ تكوّن العنبر وأصله ، وإلَّا فلا مجال للاختلاف في صدقه على ما يتعارف بيعه وشرائه في البلاد المتداول ذلك فيها وإن قلّ فيما نعلم . ومن المعلوم أنّه على تقدير كونه نبع عين من المعادن حقيقة ، كما أنّه كذلك أيضا على بعض التعاريف الأخر .
[1] مجمع البحرين ، ج 3 ، ص 416 - 415 « عنبر » . وراجع حياة الحيوان ، ج 2 ، ص 79 - 81 « العنبر » . [2] القاموس المحيط ، باب الراء ، ص 572 ، « العنبر » . [3] حكاه عنهما في السرائر ، كتاب الزكاة ، باب الخمس والغنائم ، ج 1 ، ص 485 . وراجع المبسوط كتاب السلم ( عند بيان ما يجوز فيه السلم من أقسام العطر ) ، وفيه : « وقيل في العنبر : إنّه نبات في البحر ، وقيل غير ذلك » ، ج 2 ص 185 . والاقتصاد ، القسم الأوّل ( الأصول الاعتقاديّة ) ، فصل في ذكر بيان ما يتوصّل به إلى ما ذكرناه ، ص 17 ، وفيه : « العنبر الذي يخرج من البحر » ، ولم يتعرّض لكونه نباتا أو غير نبات . [4] البيان ، كتاب الخمس ، الفصل الأوّل ، ورابعها الغوص ، فروع ، ص 345 .