والفضة والنحاس وغير ذلك ، واحدها المعدن ، والعدن الإقامة ، والمعدن مركز كل شيء « [1] . والظاهر من قوله المعدن . بالتقديم مصدرا باللام وإن يوهم خلاف ما صوّرناه لكن عند التأمّل بضميمة سائر الشواهد يعلم أنّه ليس المراد منه أنّه عند الإطلاق يفهم منه هذا المعنى الوسيع ، أو يكون باعتبار أصل المعدن ومبدء اشتقاقه وهو العدن بمعنى الإقامة فيصدق على كل مركز يقيم فيه الشيء المرتكز فيه ، أيّ شيء كان في أيّ محلّ كان ، ولا ينافي هذا ما اصطلح عليه من لفظة المعدن عند الإطلاق . قال الراغب في المفردات : « * ( جَنَّاتُ عَدْنٍ ) * أي استقرار وثبات ، وعدن بمكان كذا استقر ، ومنه المعدن لمستقر الجواهر » [2] . ونحو ما تقدّم عبارة بعض اللغويين [3] الذي لم نأت بقوله ، فراجع . - الأمر الثالث : في أقوال العلماء [ في المعدن ] ( رضوان اللَّه تعالى عليهم ) : زعم المحقق الهمداني ( قدّس سرّه ) [4] أن للمعدن اصطلاحا خاصا في عرف
[1] حكاه في مصباح الفقيه ، كتاب الخمس ، ص 110 ، وتجده في النهاية لابن الأثير ، ج 3 ، ص 192 « عدن » مع تفاوت ما . وإليك نص كلامه : في حديث بلال بن الحارث « أنه أقطعه معادن القبليّة » المعادن : المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك ، واحدها معدن ، والعدن : الإقامة ، والمعدن : مركز كل شيء . انتهى كلامه . [2] المفردات ، ص 326 « عدن » . والآية الكريمة 23 في سورة الرعد . [3] في الحدائق عن المغرب ما يستفاد منه اختصاصه بالذهب والفضة ( الحدائق الناضرة ، ج 12 ، ص 327 ) ، فلا يفهم من المعدن عند الإطلاق غيرهما ، أقول : لعله لمتابعة رؤسائه من العامّة إذ المعدن عندهم عبارة عنهما في الخمس فلا يجب في غيرهما . ( المقرّر دام ظلَّه ) . [4] مصباح الفقيه ، كتاب الخمس ، ص 110 ( عند قول المحقق ( قدّس سرّه ) « الثاني المعادن » ) .