نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 691
الخبر ولا كشف فيه عن قول المعصوم ، ولو جعل كاشفا عنه - كما يظهر من كلام الاسترآبادي - فيرجع أيضا إلى الطريقة السابقة ، كما لا يخفى . الثاني عشر : الطريق العاشر ، إلا أن في العاشر كان يعلم اتفاق العلماء الكاشف من التتبع والتظافر والفحص عن كلماتهم ، ويعلم هنا من سيرة الناس ، أو يعلم نفس قول الإمام من السيرة . ومحصله : أن يستكشف قول المعصوم من السيرة المستمرة بين الأمة أو الإمامية في الأعصار والأمصار . والمراد منها : عمل الناس من غير اشترط كونهم من العلماء ، ولذا قيل : إنها تكشف عن إجماع العلماء الكاشف عن قول الحجة ، أو تكشف عن قول أو فعل أو تقرير من النبي أو أحد الأئمة عليه السلام . قيل : وعلى هذا مبنى السيرة التي تداول الاستناد إليها في كتب الاستدلال . ووجه عدم جعلها دليلا مستقلا في الأصول ، أنها إن أقرنت مع إجماع العلماء ، فيستغنى به عنها . وإن أقرنت مع خلاف منهم أو وجود نص على خلافها ، لم توجب كشفا . وأما ما لم يقترن بشئ منهما ، فشاذ نادر التحقق ، و مثله لا يصلح لجعله دليلا من أدلة الأحكام 1 . أقول : لا يخفى أن السيرة لو كانت كاشفة فهي أيضا من شعب المعنى الثالث للإجماع ، إذ لم يقيد ذلك باتفاق العلماء ، فلا يقال : إن الإجماع هو اتفاق العلماء الكاشف ، بل إنه الاتفاق الكاشف ، فلا تكون طريقة على حدة . مع ما فيها من الخلل ، لأنه إن أريد من السيرة طريقة الناس في عصر أو أعصار متقاربة ، من غير الصعود إلى أعصار الأئمة أو ما يقاربها أو معظم الأعصار التي بعدهم ، فلا كشف فيها عن قول الإمام ولا العلماء أصلا . وكم للناس في الأعصار والأمصار من السير المعلوم فسادها ؟ وكم من
( 1 ) انظر كشف القناع : 216 .
691
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 691