نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 607
منها ، وبه يعلم الحرمة والنجاسة . فلا تجري في المورد عمومات الحلية والطهارة ، ولا يجدي تعارض ذلك مع أصالة الحلية والطهارة الذي هو منشأ توهم جماعة وعدم تمسكهم بأصالة عدم التذكية ; لأن الأصل الأول وهو عدم التذكية الثابت بالأصل ، والاستصحاب الذي هو مستند شرعي ، مزيل لاستصحاب الحلية والطهارة وأصالتهما ، ولا عكس . فإن الحلية - مثلا - غير مزيلة للأعدام الثابتة لكل فعل من أفعال التذكية ، كما يعلم تحقيقه مما ذكرناه في بيان حال تعارض الاستصحابين ، وبيان الاستصحاب المزيل وغير المزيل في هذا الكتاب ، وغيره [1] . ويدل على ذلك الأصل أيضا : الأخبار المعتبرة المستفيضة ، بل المتواترة معنى ، كصحيحة سليمان بن خالد ، عن الرمية يجدها صاحبها أيأكلها ؟ قال : ( إن كان يعلم أن رميته هي التي قتلته ، فليأكل من ذلك إن كان قد سمى ) [2] . وموثقة سماعة ، وفيها : ( إن علم أنه أصابه وأن سهمه هو الذي قتله ، فليأكل منه ، وإلا فلا يأكل منه ) [3] . وفي رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن قوم أرسلوا كلابهم ، إلى أن قال : ( لا تأكل منه ; لأنك لا تدري أخذه معلم أم لا ) [4] . وفي صحيحة محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ( قال أمير المؤمنين عليه السلام في صيد وجد فيه سهم وهو ميت لا يدرى من قتله ، قال : لا تطعمه ) [5] . وفي رواية زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ( إذا رميت فوجدته وليس به