نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 520
العقل ) [1] ، يعني : أنه لما كانت العقول متفاوتة كمالا ونقصانا ، فتقع الدقة في الحساب والتكاليف والثواب على مراتب العقول ، فالأقوى عقلا أشد تكليفا و أكثر ثوابا . وإلى بعض مراتبه أشير في رواية الحسن بن الجهم ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال : ذكر عنده أصحابنا وذكر العقل ، قال : فقال : ( لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له ) [2] . وهذه المراتب وإن أوجبت الاختلاف في الدقة في الحساب وفي الثواب ، ولكن لا تختلف باختلافها التكاليف العامة والأحكام الشرعية المتعلقة بعامة الناس ، بل المناط فيها هو أصل العقل الخالي عن الخلل والضياع والفساد وإن كان خفيفا ناقصا بالنسبة إلى بعض ، وكل ناقص بالنسبة إلى ما فوقه سفيه ، كما ورد في شارب الخمر أنه سفيه [3] ، وفي العامل المنهمك في الدنيا أنه سفيه [4] ، وغير ذلك [5] . ولكن السفيه المطلق عرفا ولغة لا يطلق إلا على من خف عقله بالنسبة إلى غالب الناس ، البالغة عقولهم إلى كمالها بحسبهم [6] من أهل المعاش والعادات ; فمن نقص عقله عنهم يسمى سفيها مطلقا ، سواء كان النقص لأجل عدم البلوغ حد الكمال ، كما في أوائل البلوغ ، وهو كالبطيخة التي كانت في بدء نشؤها و حلاوتها ولم تبلغ بعد حد كمالها . أو كان لأجل نقص وخفة في نفس عقله
[1] : الكافي 1 : 11 / 8 ، الوسائل 1 : 28 أبواب مقدمة العبادات ب 3 ح 4 . [2] : الكافي 1 : 27 / 32 . [3] : الكافي 5 : 299 / 1 ، وج 6 : 397 / 9 ، تفسير العياشي 1 : 220 / 22 ، الوسائل 13 : 230 أبواب أحكام الوديعة ب 6 ح 1 ، وص 434 أبواب أحكام الوصايا ب 45 ح 8 ، وب 46 ح 2 ، وج 17 : 248 أبواب الأشربة المحرمة ب 11 ح 5 . [4] : لم نعثر على هذا المضمون في المصادر الحديثية . [5] : وفي أبواب الوسائل المشار إليها في هامش ( 3 ) أطلق السفيه على النساء ومن لا يوثق به وغيرهما . [6] : في النسخ : البالغين عقولهم إلى كماله تحسبهم .
520
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 520