نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 517
لا غير المصلح [1] ولو مع علمه بأنه غير صالح لأجل غرض ، ولا شك أن مثل ذلك لا يخلو عن خفة عقل أيضا وإن لم يكن فاسد العقل . وفسر السفيه بذلك الامام أيضا ، كما يأتي . وهذا الاصطلاح أيضا مأخوذ من اللغة ; لأجل أن كل من كان كذلك هو خفيف العقل لا محالة . وقد يتوهم أن السفاهة أيضا من أقسام فساد العقل ، ونظره إلى ما ارتكبه شاذ من المتأخرين في بحث النكاح [2] من جعلهم السفيه قسيما للمجنون ، و إدخالهما تحت فساد العقل ، وغفل عما فعله أكثر منهم ، وأتقن [3] من جعله قسيما لفساد العقل ، أو التصريح بكون السفيه بالغا عاقلا ، كما في الروضة و شرح القواعد للمحقق الشيخ علي [4] . وإن كان نظره إلى أن خفة العقل لا تنفك عن فساد العقل ، فهو خطأ ، فإنا نرى أن أهل العرف واللغة طرا يطلقون خفيف العقل على أبناء التسع والعشر ، ولا يطلقون فاسد العقل إلا على من كان في عقله نوع اختلال وفساد ، ومن البديهيات أنهما غير الخفة والنقصان . وإن كان نظره إلى عرف عوام [5] أهل هذا الزمان ، حيث لا يطلقون السفيه على من لم ينقص عقله عن غالب أقرانه وأبناء سنه وإن خف بالنسبة إلى الرجال ، فهو غير محقق جدا ; لان ذلك إنما هو في بادئ النظر ، وأما عند تدقيقه فيعلم أن الامر ليس كذلك ; لأنهم تراهم طرا ينفون الرشد - الذي هو مقابل السفه - قطعا عن الشخص المذكور .
[1] : في ( ح ) : المصطلح . [2] : انظر رياض المسائل 2 : 78 ، وكشف اللثام 1 : 10 كتاب النكاح ، والحدائق 23 : 239 . [3] : في ( ه ) ، ( ب ) ، ( ج ) : أيقن . [4] : الروضة البهية 4 : 109 ، جامع المقاصد 12 : 114 . [5] : في ( ح ) : عموم .
517
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 517