نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 467
أن تزودني ، قال : ( ائت أبان بن تغلب ، فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا ، فما روى لك عني فاروه عني ) [1] . حيث أمر بأخذ مسلم عن أبان ، وأمره بالرواية ، ولا شك أنها ليست إلا للعمل . ثم التشكيك في دلالة بعض تلك الأخبار المتضمنة لمثل : ( بأحاديثهم ) و ( أحاديثنا ) و ( جاء حديث من أولكم ) باعتبار احتمال ما كان مقطوعا به عنهم ، ليس بصحيح ; لأن المراد بهذه الألفاظ : الحديث المنسوب إليهم ، المروي عنهم ، لا المقطوع بكونه منهم ; لأن الحديث على ما عرفوه جميعا : هو ما يحكي قول المعصوم عليه السلام أو فعله ، أو تقريره ، وذلك صادق على كل ما روي عنهم ولو بوسائط . ومعنى حدث عن فلان : أي أخبر عنه ، وحديث الشخص : ما يحكى عنه . وأيضا إطلاق هذه الألفاظ على ما يروى عنهم شائع ، بل الظاهر المتبادر من هذه الألفاظ مجرد الانتساب ، فحديث الشخص حقيقة فيما يروى عنه ، وعدم صحة السلب يؤكده . وقد أطلق في الأحاديث الكثيرة على ما لا يقطع بكونه منهم أيضا ، كما في مقبولة ابن حنظلة ، وفيها : وكلاهما اختلفا في حديثكم ، قال : ( الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث ) [2] . وفي رواية زرارة : يأتي عنكم الحديثان والخبران المتعارضان ، إلى أن قال : ( خذ بما يقول أعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك ) [3] ، فإن مع العلم بصدور الحديث لا معنى لاعتبار الأصدق .