نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 358
إسم الكتاب : عوائد الأيام ( عدد الصفحات : 996)
تعليق شئ على وصف عن عليته ، فالمراد أن ظن المجتهد من حيث إنه مجتهد ، أي ظنه المستند إلى اجتهاده حجة . ويعرفون الاجتهاد بأنه استفراغ الوسع في تحصيل الظن من الأدلة الشرعية ، والدليل الشرعي عبارة عما ثبت شرعا كونه دليلا ، فمعنى حجية ظن المجتهد : حجية ظن حاصل من دليل ثبت حجيته شرعا ، وذلك غير حجية مطلق الظن ، أو أصالة حجيته ، فمرادهم هو حجية الظنون المخصوصة وملخص ما ذكر : أن في حجية المظنة وعدمها خلافين بين علماء الشيعة : أحدهما : أنه هل يكون ظن حجة أم لا ، بل تنحصر الحجة في العلم ؟ وثانيهما : أنه على فرض الحجية ، فهل الحجة مطلق الظن ، والأصل حجيته أم لا ، بل الحجة بعض من الظنون ؟ أما الخلاف الأول : الذي هو بين الأخباريين ، ومعظم المجتهدين ، فالحق مع المجتهدين ، بمعنى الايجاب الجزئي في مقابل السلب الكلي ، كما ذكرنا وجهه في موضعه ، وليس هو أيضا محط سؤال جناب السائل سلمه الله . وأما في الخلاف الثاني : الذي هو بين معظم المجتهدين بين شاذ من متأخري متأخريهم ، فالحق فيه أنه ليس مطلق الظن حجة ، وليس الأصل حجيته ، إذ ليست الحجية إلا وجوب المتابعة ، ومن القواعد المسلمة بين جميع أرباب المعقول والمنقول والمدلول عليه بالحجج العقلية والنقلية : أن الأصل عدم وجوب شئ حتى يثبت وجوبه بدليل قاطع ، وبرهان واضح . مضافا إلى أنه قد عرفت : أن الأصل الابتدائي باجماع الجميع ، هو عدم حجية الظن ، فالخروج منه يحتاج إلى دليل ، ولم أجد على أصالة حجية الظن دليلا ، مع أنه اجتهدت في تحصيله أعواما ، وتفحصت عنه تفحصا بليغا ليالي كثيرة وأياما .
358
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 358