نام کتاب : صلاة الجماعة نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 154
القراءة فروع أحدها : لا ينبغي الاشكال في استحباب التسبيح في الأولتين من الاخفاتية ، لصحيحة الأزدي [1] قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : " إني لأكره للمؤمن أن يصلي خلف الإمام في صلاة لا يجهر فيها بالقراءة فيقوم كأنه حمار " قال : قلت : جعلت فداك ، فماذا يصنع ؟ قال ( عليه السلام ) : " يسبح " ولا ريب في أن موردها الاخفاتية لا عدم إجهار الإمام بالقراءة ، لأنه مأمور فيها بالقراءة إما وجوبا أو استحبابا ، فموردها ما لا قراءة عليه بوجه ، ولذا يقوم المأموم ساكتا . نعم ، إذا سمع قراءة الإمام الاخفاتية لقربه منه كان حاله حال ما إذا سمع في الجهرية كما سيجئ إن شاء الله تعالى ، ولا تقتضي هذه الصحيحة التعميم في الاخفاتية لصورة السماع وعدمه ، إذ فرض التشبيه بالحمار فرض عدم السماع وإلا كان سكوته والاصغاء راجحا . ثانيها : في استحباب التسبيح في الأولتين من الجهرية والظاهر رجحانه إذا لم يكن منافيا للانصات الواجب أو المستحب ، كما في حسنة زرارة [2] : " إذا كنت خلف إمام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك " فإن المراد من التسبيح في نفسه هو التسبيح الخفي الذي لا يمنع المسبح عن الاصغاء لقراءة الإمام ، لوضوح أنه إذا لم يكن خفيا كان سماع تسبيحه مانعا عن الاصغاء إلى قراءة الإمام . وأما حمله على الذكر القلبي مع عدم تبادره منه فغير وجيه ، لأنه أشد منعا من التسبيح الجلي لاقتضائه كمال التوجه إلى ما في النفس ومورد هذه الرواية خصوص الجهرية ، لتضمنها الأمر بالانصات ، فما في كلام الشيخ الأجل ( قدس سره ) من التمسك بإطلاقها غفلة أو سهو من القلم . والله أعلم .
[1] الوسائل : ج 5 ، ص 425 ، الحديث 1 ، من الباب 32 من أبواب صلاة الجماعة . [2] الوسائل : ج 5 ، ص 426 ، الحديث 4 من الباب 32 من أبواب صلاة الجماعة .
154
نام کتاب : صلاة الجماعة نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 154