نام کتاب : شرح العروة الوثقى نویسنده : الشيخ مرتضى الحائري جلد : 1 صفحه : 17
يعدّ أوّل درس عميق في الحوزة المباركة ، ولا سيّما من بعد ابتعاد السيّد الأستاذ الإمام الخمينيّ ( قدس سره ) عن بلد إيران إلى النجف الأشرف بأمر الحكومة الطاغوتيّة ومن بعد وفاة السيّد المعظّم السيّد محمّد المحقّق الداماد ( قدس سره ) في أواخر سنة 1347 ه . ش ، ولذلك كان الطلاّب والأفاضل الطالبون للتعمّق الأكيد في العلوم يحضرون درسيه خارج الفقه والأصول ، فقد كان ( قدس سره ) يطرح المسألة والأدلّة النقليّة أو العقليّة ممّا استدلّ بها السلف وممّا يمكن الاستدلال به ويحكي كلمات العلماء البارزين الماضين ولو بالإجمال ويذكر المناقشات الّتي يراها على كلماتهم مناقشات عديدة ويذكر مختاره بالدليل عليه ، ومع ذلك كلّه فكان مجتنباً عن إطالة الكلام أزيد من المحتاج إليه ، ولذلك فقد كان الحاضرون من الأفاضل المستعدّون للاستفادة منه واصلين على مبتغاهم و مرتفعين من الجهات العلميّة حدّاً عالياً مطلوباً ، ومع ذلك كلّه فقد كان هو ( قدس سره ) في كمال التواضع للطلاّب بل لجميع الناس ممّن يواجهه . وأنّه ( قدس سره ) كان يكتب ما درّسه وألقاه على تلاميذه بما فيه من المناقشات المطروحة منه أو من الحضّار والأجوبة الدقيقة عنها فتكون كتبه أيضاً إبقاءاً لدرسه العميق ، بل ربما كانت أثمر منه ، لحذف ما يراه زائداً وذكر ما رآه صحيحاً بدقّة نهائيّة . ولكن هذا الرجل العالم المحقّق الزاهد المتّقي الكثير الثمار لبّى داعي الحقّ ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة 1406 ه . ق المصادفة لليوم الخامس عشر من شهر اسفند سنة 1364 ه . ش وابتليت الحوزة العلميّة المباركة ومدينة قمّ - عاصمة العلم - بل جميع البلاد الإسلاميّة بهذا البلاء ، وأثار خبر وفاته موجة الحزن والأسى في كافّة البلاد ، وانهالت الجماهير الكثيرة من داخل مدينة قمّ ومن البلاد الأخر إلى تشييع جسده المبارك ، فكان يوماً مشهوداً قلّ ما يشهد في هذه المدينة المباركة ، اللّهّم إلاّ في تشييع المراجع الدينيّة ، ونقل جثمانه الشريف بمزيد من الأسف والحزن والأسى إلى حرم السيّدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) فأودع في
17
نام کتاب : شرح العروة الوثقى نویسنده : الشيخ مرتضى الحائري جلد : 1 صفحه : 17