وبقيت مشكلة الجنس حقيقة واقعة لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهلها أو أن يقلل من أهميتها ، وخطرها . وقد ازدادت هذه المشكلة عمقاً ، وتعقيداً ، وخطراً في عصرنا الحاضر هذا ، عنها في العصور السالفة ، وذلك بسبب تزايد الاختلاط بين الجنسين ، في مختلف المواضع والمواقع ، والذي لم يعد له حدود ، ولا تقيده قيود . وقد فرضت شؤون الحياة على هذا الإنسان ، وما نشأ عن هذا المدّ الحضاري من تعقيدات ، ومسؤوليات ، ومن آثار وسلبيات ، أنواعاً كثيرة من الروابط ، والعلاقات الاجتماعية المختلفة والمتميزة ، فكانت حضارة ثقيلة ومرهقة ، قد أبهضت كاهل هذا الإنسان بالمسؤوليات الخطيرة ، وحملته الكثير من الأعباء الكبيرة ، التي لم تكن لتخطر لإنسان العصور السالفة على بال ، ولا لتمر له في خيال . ومن ذلك : أن هذه الحضارة ، قد أوجدت فاصلاً كبيراً بين وقت البلوغ الطبيعي ، وبين القدرة على تشكيل الأسرة ، وتحمل مسؤولياتها بما يتناسب مع حاجات العصر ، ومتطلبات الحياة ، في ظل هذا التوسع المادي الهائل في كثير من الشؤون والمجالات .