الجنسي هو أقوى الأحاسيس ، واعنفها في داخل ذاته . . وهو القوة المسيطرة عليه ، لا يفوقها إلا إحساسه بذاته ، حين يخشى المفاجآت التي تستهدف حياته . وواضح أن غريزة الجنس هي هبة إلهية للإنسان أراد الله العالم الحكيم له أن يوظفها ، كسائر ما أودعه الله فيه من قوى وغرائز ، في بناء الحياة ، ولصالح بقاء البشرية جمعاء ، ولتسهم من ثم في بث الراحة والسعادة ، في حياة الإنسان ، وفي إيصاله إلى كماله المنشود . ولكن هذا الأمر الضروري للحياة هو نفسه قد يصبح خطراً عليها ، لأن هذه الغريزة التي أراد الله لها أن تسهم في ذلك كله ، وأن تقوم بدور حفظ النوع الإنساني ، وبناء الحياة ، قد جعلها محكومة لسلسلة من الضوابط والقوانين ومن أبرزها ، إخضاعها للزواج الدائم ، وتحريم الزنا ، وغير ذلك . ولكن ذلك لا يعني أن تكون جميع العوائق ، والموانع ، قد زالت ، وأن تكون مشكلة الجنس قد انحلت بصورة نهائية وشاملة ، لا سيما مع ملاحظة : عدم توفر الظروف في كثير من الأحيان ، لتحمل مسؤوليات الزواج الدائم ، والوفاء بالتزاماته . .