حكم قطعي ثبت بالقرآن ، وبالسنة المتواترة ، ومنها أخبار النسخ نفسها [1] وبإجماع أهل القبلة ؟ مع أن النسخ لا يقع بأخبار الآحاد . بل قد تقدم : أن السنة حتى لو كانت متواترة لا تنسخ القرآن فكيف إذا كانت هذه الأخبار في موقع التهمة في أنها تجسد السعي لتأكيد أمر النسخ بوحي من التعصب لشخص بعينه ، أو لتبرير ما صدر منه حتى لا يكون تشريعاً ممنوعاً منه ومرفوضاً دينياً . . العسقلاني يهشم روايات النسخ : قال العسقلاني : لا يصح من الروايات شيء بغير علة إلا غزوة الفتح [2] وأما غزوة خيبر ، فهي وإن كانت طرق الحديث فيها صحيحة إلا أن فيها من كلام من أهل العلم ما تقدم [3] . وأما عمرة القضاء ، فلا يصح الأثر فيها : لكونه من مرسل الحسن ، ومراسيله ضعيفة ، لأنه كان يأخذ عن كل أحد . .
[1] إذ لو لم يكن الحكم ثابتاً لم يكن معنى للقول بنسخه . [2] سيأتي أنها هي الأخرى فيها الكثير من العيوب والآفات . . ولا يمكن أن تصح . [3] سيأتي ما ذكره ، وما ذكره غيره بعد قليل .