نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان جلد : 1 صفحه : 340
[ دراسة القول بالوجوب التخييرى ] و حيث فرغنا من اثبات ما اخترناه ، نشتغل بايراد حجج الخصوم . أمّا أصحاب القول الأول و هو الوجوب التخييرى فلهم وجوه : الأوّل : إنّ الأدلَّة الَّتى ذكرت من الكتاب و السنّة تدلّ على الوجوب ، و الوجوب أعمّ من العينى و التخييرى ، و الوجوب العينى له خصوصية زائدة ، و حيث لا دليل عليها فينتفى بالأصل ؛ و الجواب ظاهر ممّا أسلفناه . الثانى : إنّ الكتاب و السنّة دالَّان على الوجوب العينى ، لكن الإجماع على عدم الوجوب العينى مانع عن القول به ، فتصرف عن ظواهرها . و الجواب قد مرّ . الثالث : بعضى الأخبار الَّتى ليست بصريحة فى الوجوب العينى مع دلالتها على الرّجحان المطلق . و جوابه ظاهر بما مرّ . و ربما استأنس بعضى الأصحاب للوجوب التخييرى به ظاهر رواية زرارة و عبد الملك السابقتين ، حيث قال زرارة : حثنا أبو عبد الله عليه السّلام على صلاة الجمعة ؛ و قوله عليه السّلام : مثلك يهلك و لم يصلّ فريضة فرضها الله . فإنّ هذا الكلام يشعر بأنّ هذين الرجلين كانا متهاونين بالجمع مع أنّهما من أجلَّاء الأصحاب و فقهاءهم و لم يقع منه عليه السّلام انكار شديد ، و إنّما حثّهما على فعلها . و الجواب أنّه يجوز أن يكون تهاونهما مبنيّا على اعتقادهم عدم جواز الاقتداء بالمخالف و الفاسق ، و تردّدهم فى تيسيرها سرّا ، و الجمعة إنّما يقع فى الغالب من أئمة المخالفين و نوّابهم خصوصا فى المدن الكبار و الأمصار العظيمة ، كالكوفة الَّتى هى مسكن زرارة و عبد الملك ، و هى من أشهر بلاد الإسلام فى ذلك الوقت ؛ و لمّا كانت الجمعة من أعظم فرائض اللَّه سبحانه و أجلَّها و علم الإمام عليه السّلام عن بعض أصحابه الإقدام على تركها ، ما رضى بذلك ، حتى أمرهما بإقامتها و حثّهما عليها ، و لما لم يكن تهاونا عن عمد بل عن عروض الشّبه لم يزد فى تقريع عبد الملك و توبيخه على قوله عليه السّلام : مثلك يهلك و لم يصلّ فريضة فرضها اللَّه تعالى عليه . و أمّا زرارة فتهاونه غير واضح من الخبر ؛ نعم فى الخبر إشعار ضعيف به . على أنّ فيما أوردنا من الأخبار من الذمّ و اللَّؤم البالغ على تركها ما قد علمت و سمعت ، و مثله لم يقع فى فريضة من الفرائض . فحصل بها ما فيه الغنية و الكفاية بل أزيد منه . و ما ذكرنا من وجه تهاون بعض الأصحاب قد نبّه عليه الشيخ عماد الدين الطبرى [1] فى العبارة المحكيّة عنه سابقا . و على هذا الوجه استمرّ الإهمال من أصحابنا فى كثير من الأزمان