نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 473
مصالح المسلمين . ولا يحصل جميع ذلك إِلاّ بإقامة الدولة وتحصيل القدرة و نصب العمّال والقضاة ونحو ذلك . وهكذا صنع رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و " لكم في رسول اللّه أسوة حسنة . " [1] وهل يصدق على فقيه اعتزل الناس وقبع في زاوية من زوايا داره ولم يهتمّ بأمور المسلمين ولم يَسْعَ في إِصلاح شؤونهم بل أطلق المجال والعرصات لأعداء الإسلام والمسلمين فأغاروا عليهم وأراقوا دماءهم وأهلكوا الحرث والنسل و منعوا من بثّ الإسلام وإِعلاء كلمته ونشر كتبه كما صنعت الصهاينة في فلسطين و لبنان ، والروس في أفعانستان مثلا - فهل يصدق على مثل هذه الفقيه أنّه حصن الإسلام كحصن سور المدينة لها ؟ ! فالسعي في إِقامة الدولة الحقّة واجب بلا إِشكال والمكلف به جميع المسلمين ، و القائد لهم في ذلك والمتصدّي لإقامتها هو الفقيه الجامع للشرائط . وكما أنّ " الجنود بإذن اللّه حصون الرعيّة . . . وليس تقوم الرعيّة إِلاّ بهم " كما في نهج البلاغة [2] فكذلك الفقهاء يكون وزانهم وزان الجنود في حفظ الإسلام و المسلمين . وقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - على ما في نهج البلاغة - : " لو لا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها . " [3] فيظهر بذلك أنّ وظيفة العلماء في قبال تعدّي الظالمين وحرمان المظلومين خطيرة جدّاً ولا يجوز لهم إِهمال هذا السنخ من المسائل الاجتماعيّة . هذه غاية تقريب الاستدلال بالحديث الشريف لنصب الفقهاء ولاة .