responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 383


أين يختار هؤلاء الجهال ؟ إِن الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء . إِن الإمامة خلافة اللّه وخلافة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين - عليهما السلام - . إِن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعزّ المؤمنين . إِن الإمامة أسّ الإسلام النامي وفرعه السامي . بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج و الجهاد ، وتوفير الفيء والصدقات ، وإِمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف .
الإمام يحلّ حلال اللّه ويحرم حرام اللّه ، ويقيم حدود اللّه ويذبّ عن دين اللّه ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة . الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم . . . الإمام أمين اللّه في خلقه وحجته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى اللّه والذّاب عن حرم اللّه . الإمام المطهَّر من الذنوب والمبرأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، الموسوم بالحلم . نظام الدين وعزّ المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين . الإمام واحد دهره ; لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولاله مثل ولا نظير . مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب . فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره . . . فأين الاختيار من هذا وأين العقول عن هذا ؟ و أين يوجد مثل هذا ؟ ! أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كذبتهم واللّه أنفسهم ومنّتهم الأباطيل . . . رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه وأهل بيته إلى اختيارهم ، والقرآن يناديهم : " وربك يخلق ما يشاء ويختار . ما كان لهم الخيرة ، سبحان اللّه و تعالى عما يشركون . " [1] وقال - عزّوجلّ - : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إِذا قضى اللّه و رسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم . " [2] . . . فكيف لهم باختيار الإمام ؟ والإمام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول ونسل المطهرة البتول ، لا مغمز فيه في نسب ولا يدانيه ذو حسب ، فالبيت من قريش والذروة من هاشم والعترة من الرسول والرضا من اللّه - عزّوجلّ - ، شرف الأشراف والفرع من عبد مناف . نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر اللّه - عزّوجلّ - ، ناصح لعباد اللّه ، حافظ لدين اللّه . . . و إِن العبد إِذا اختاره اللّه - عزّوجلّ - لأمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إِلهاماً فلم يعي بعده بجواب ولا يحير فيه عن الصواب . فهو معصوم مؤيد موفّق مسدّد قد أمن من الخطايا والزلل



[1] سورة القصص ( 28 ) ، الآية 68 .
[2] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 36 .

383

نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست