فجعل يشربه ويسقي أصحابه ويقول - لعنه اللَّه - : « اشربوا فهذا شراب مبارك ولو لم يكن من بركته إلَّا أنّا أوّل ما تناولناه ورأس عدوّنا بين أيدينا ومائدتنا منصوبة عليه ونحن نأكله ونفوسنا ساكنة وقلوبنا مطمئنّة » فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع فإنّه من شراب أعدائنا ، فإن لم يفعل فليس منّا - الخبر » . وروى قبله عن الفضل بن شاذان ، عنه عليه السّلام « لمّا حمل رأس الحسين عليه السّلام إلى الشّام أمر يزيد - لعنه اللَّه - فوضع ونصبت عليه مائدة فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقّاع فلمّا فرغوا أمر بالرّأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشّطرنج وجلس - عليه اللَّعنة - يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجدّه صلوات اللَّه عليهم ويستهزء بذكرهم ، فمتى قمر صاحبه تناول الفقّاع فشربه ثلاث مرّات ثمّ صبّ فضلته على ما يلي الطست من الأرض ، فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع واللَّعب بالشطرنج ومن نظر إلى الفقّاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السّلام وليلعن يزيد وآل - زياد يمحو اللَّه تعالى بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النّجوم » . وقال الصّدوق بعد الخبر الثّاني : « وقد بلغني أنّ في أنواع الفقّاع ما قد يسكر كثيره ، وما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام » ولكن قال المفيد : « إنّه غير مسكر لكنّه مثله في النّجاسة » . وأمّا أخبار قلنا فروى الكافي ( في أوّل فقّاعه 19 من أبواب أنبذته ) ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ « سألت الرّضا عليه السّلام عن الفقّاع ، فقال : هو خمر مجهول فلا تشربه ، أما إنّه يا سليمان لو كان الحكم لي والدّار لي لجلدت شاربه ولقتلت بايعه » . ورواه في 10 بإسناد آخر عنه ، عنه عليه السّلام مثله . وفي 2 منه ، عن عمّار ، عن الصّادق عليه السّلام « سألته عن الفقّاع ، فقال : هو خمر « ورواه في 14 بإسناد آخر . وفي 3 منه عن حسين القلانسيّ « كتبت إلى أبي الحسن الماضي عليه السّلام