أبو بصير خارجا من زقاق من أزقّة المدينة وهو جنب ونحن لا نعلم حتّى دخلنا عليه فسلَّمنا عليه فرفع رأسه إلى أبي بصير وقال : أما تعلم أنّه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء ؟ ! فرجع أبو بصير ودخلنا « ورواه بصائر الصفّار . والظَّاهر كون « من المدينة » فيه محرّف « في المدينة » فمنزله عليه السّلام كان في المدينة . والظَّاهر أنّ المراد بأبي بصير فيه « ليث » لا « يحيى » فروى الكشّيّ ( في أخبار 4 من عنوان في أبي بصير ليث ) عن بكير قال : لقيت أبا بصير المراديّ قلت : أين تريد قال : أريد مولاك ، قلت : أنا أتّبعك فمضى معي فدخلنا عليه وأحدّ النّظر إليه ، وقال : هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب ؟ قال : أعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضبك ، فقال : أستغفر اللَّه ولا أعود « . وروى ذلك أبو عبد اللَّه البرقيّ عن بكير . قلت : والظَّاهر أنّ قوله فيه « فقال » محرّف « وقال » . وروي وجه خروجه جنبا مختلفا فروى الإرشاد في جملة أخبار باب ذكر الإمام القائم بعد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام عن أبي بصير « قال : دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي فأصبت منها ثمّ خرجت الى الحمّام ، فلقيت أصحابنا الشّيعة وهم متوجّهون الى جعفر بن محمّد عليهما السّلام فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدّخول إليه فمشيت معهم حتّى دخلت الدّار فلمّا مثلت بين يديه نظر إليّ ثمّ قال : أما علمت أنّ بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب ؟ فاستحييت وقلت : انّي لقيت أصحابنا وخشيت أن يفوتني الدّخول معهم ولن أعود إلى مثلها وخرجت » . ونقل كشف الغمّة عن دلائل عبد اللَّه بن جعفر الحميريّ ، عن أبي بصير « قال : دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السّلام وأنا أريد أن يعطيني من دلالة الإمامة مثل ما أعطاني أبو جعفر عليه السّلام فلمّا دخلت وكنت جنبا ، قال : يا أبا محمّد أما كان لك في ما كنت فيه شغل تدخل عليّ وأنت جنب ؟ فقلت : ما عملته الَّا عمدا ، قال