مرفوع الصّدوق خبر التّهذيب هذا ، وقلنا : إنّ ما في خبر الكافي « سئل أبو الحسن عليه السّلام » محرّف « سئل الحسن بن عليّ عليهما السّلام » والأصل فيه أيضا خبر التّهذيب هذا ، والدّليل على كون الأصل واحدا أنّ في خبر الكافي رفعا كخبر التّهذيب ، وعبد الحميد ذاك من أصحاب الصّادق عليه السّلام ويروي عنه ابن أبي عمير الذي روى عن الكاظم عليه السّلام فلا معنى لمن كان من أصحاب الصّادق عليه السّلام أن يروي عن أبي حسن ولو كان الكاظم عليه السّلام رفعا وإنّما يناسب الرّفع لو كان روى عن المجتبى عليه السّلام لأنّه لم يدركه . وكيف كان فوجه كراهة استدبار الرّيح فيه غير معلومة كما هو معلوم في القبلة كما مرّ وقد عرفت أنّ خبر أبي بصير ومحمّد بن مسلم في حديث أربعمائة الخصال وخبر علل محمّد بن عليّ بن إبراهيم اقتصرا على الاستقبال في البول ، وخبر الثّاني وإن كان ظاهره كونه كلامه لا رواية عنهم عليهم السّلام لكن لا ريب أنّه مأخوذ من أخبارهم نظير رسالة عليّ بن بابويه . ( وتغطية الرّأس ) ( 1 ) ذكر التغطية المقنعة والهداية ، وفي المقنعة تغطية الرّأس عند التخلَّي سنّة من سنن النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله لكن لفظ الأخبار التقنيع والتقنّع . ففي أوّل 3 من أبواب التّهذيب استشهد لما قال من التغطية بما رواه عن عليّ بن أسباط أو رجل عنه ، عمّن رواه ، عن الصّادق عليه السّلام « أنّه كان يعمله إذا دخل الكنيف يقنّع رأسه ويقول سرّا في نفسه بسم اللَّه وباللَّه - تمام الحديث » والظَّاهر وقوع سقط فيه والأصل « كان ممّا يعمله » . وروى أمالي الشّيخ في مجلسه الآخر - وإن خلطه المطبعة بأمالي ابن الشّيخ - في خبره عن أبي ذرّ ، عن النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله في خبر طويل قبل نصفه « قال صلَّى اللَّه عليه وآله : لأبي ذرّ والذي نفسي بيده لأظلّ حين أذهب إلى الغائط متقنّعا بثوبي أستحيي من الملكين اللَّذين معي » . ( والدّخول باليسرى والخروج باليمنى ) ( 2 ) لم أقف فيه على نصّ وإنّما استدلّ التّهذيب لقول المفيد بذلك يستحبّ ذلك للفرق بينه وبين دخول