< شعر > لا تأمننّ فزاريّا خلوت به على قلوصك واكتبها بأسيار < / شعر > ومن أين أنّه لم يكن « واكثبها » بالثّاء المثلَّثة ، فقرء « واكتبها » بالمثنّاة ؟ والكثب : الجمع ، ففي الصّحاح في « كثب » بالمثلثة : « كثبت الشّيء أكثبه كثبا » إذا جمعته . و « انكثب الرّمل » أي اجتمع . وكلّ ما انصبّ في شيء فقد انكثب فيه ، ومنه سمّي الكثيب من الرّمل ، لأنّه انصبّ في مكان فاجتمع فيه وكلّ شيء جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون منه قليلا فهو كثبه . ومن أين أنّ الأصل في الكتب ليس الكتابة الَّتي منّ اللَّه تعالى بها على الإنسان كما منّ عليه بالبيان فقال * ( « والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ » ) * [1] كما قال * ( « خَلَقَ الإِنْسانَ . عَلَّمَه الْبَيانَ » ) * [2] ؟ ! وأيّ معنى للجمع في قوله تعالى * ( « كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ » ) * [3] وفي قوله جلّ وعلا * ( « ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ » ) * [4] ؟ ! ولم لا نضع الكتب في اللَّغة العربيّة - الَّتي أوسع لغات العالم قديمها وحديثها - للكتابة الَّتي وصلت الأزمنة آخرها بأوّلها ، والأمكنة شرقها بغربها ، ونخصّه بمعنى لا ينطبق إلَّا على كتاب ألَّف مع التّكلَّف ؟ !