نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 250
الرأي فاصغ لما نتل عليك ، ولها صور ثلاث : الأُولى : أن يكون كلّ واحد من رأي الأعلم ورأي غيره مخالفاً للاحتياط . مثلًا أفتى الطبيب الأفضل بتذريق إبرة لعلاج مريض قائلًا : إنّه لو لم يعمل بذلك لهلك المريض ، وخطَّأ الطبيب المفضول رأي الأفضل قائلًا : إنّ الإبرة مهلكة للمريض ، أتراهم يعملون بقول الأفضل عملًا أعمى ؟ كِ ، وقد مضى بيان سيرتهم في هذه الحالة . الثانية : أن لا يكون كلّ واحد من الرأيين مخالفاً للاحتياط . وقيام سيرة العقلاء على الرجوع إلى الأفضل في هذه الصورة في جميع فروضها مستلزم لانسداد باب معيشة جميع الخبراء المفضولين من جهة الرجوع إلى الأفضل . الثالثة : أن يكون أحد الرأيين مخالفاً للاحتياط فقط . وسيرتهم في هذه الصورة على العمل بما يوافق الاحتياط بلا ترديد ، فأين قيام السيرة على العمل برأي الأفضل عند الاختلاف في الرأي ؟ . وتحصّل من جميع ذلك عدم وجود سيرة للعقلاء بالرجوع إلى الأفضل عند اختلاف رأيه مع رأي المفضول ، ومن زعم ذلك فإنّما أخبر عمّا تخيّله ، ولم ينظر إلى سيرتهم الخارجيّة الدائرة بينهم حتّى يخبر عنها . وتحقيق البحث : أنّ العقلاء ليس لهم طريق تعبّدي ، فإنّ الطريق عندهم واحد ، وهو الذي يفيد الوثوق ، ونقصد من الطريق التعبّدي ما يجب العمل به وإن كان غير مفيد للوثوق ، فإذا صار رأي الأعلم معارضاً برأي غيره ، فإمّا أن تكون إفادته للوثوق باقية أو زائلة ، فعلى الأوّل يعملون به ، وعلى الثاني لا يعتدّون به ، وإلا يكون طريقاً تعبّدياً ، هذا خلف ، فليس عندهم قاعدة كلَّيّة حاكمة بوجوب الرجوع إلى الأعلم في جميع الأحوال ، ولا موضوعيّة لديهم لرأي الأعلم ، بل هو عندهم طريق من الطرق . [ المسألة 13 ] تقديم الأورع المسألة 13 : إذا كان هناك مجتهدان متسايان في الفضيلة يتخيّر بينهما ، إلا إذا كان أحدهما أورع فيختار الأورع .
250
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 250