نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 200
وعن مقتضى عقله يأتون بأدلَّة لم يصلوا أنفسهم إليها إلا بعد أن قضوا أعمارهم في تحصيل العلوم العقليّة منها والنقليّة . ومن المعلوم : أنّ العالم لا يستطيع أن يتفكَّر مثل الجاهل ، سيّما في الأُمور الشرعيّة ، وأنّ الخوض في المسائل الدقيقة ، وتعميق النظر فيها يجعل المدقّق خارجاً عن الذوق العرفي . العدول عن الحيّ إلى الحيّ إنّ في جواز العدول عن مفت حي إلى مفت حي آخر قولين : حكي الجواز عن المحقّق والشهيد الثانيين ( قدس سرهما ) في الجعفريّة [1] ، والمقاصد العليّة [2] ؛ تبعاً للمحكي عن العلامة في النهاية [3] ، واختاره المدقّق الأصفهاني [4] . وحكي عدم الجواز عن التهذيب وشرحه ، والذكرى [5] ، وعن العلامة الأنصاري في رسالة الاجتهاد والتقليد [6] . والأقوى هو القول بالجواز ؛ لأنّ إطلاق أدلَّة التقليد اللفظيّة حاكم بذلك ، فكما دلّ على تخيير العامّي في الرجوع الابتدائي إلى أيّ مفت من المفتين ، كما عرفت . فإنّ لسانها إثبات حجّيّة إرشاديّة لقول المفتي ، ومقتضاها التخيير بين الأخذ بها أو بمثلها ، فكذلك يدلّ على تخييره استمراراً في الرجوع إلى أيّ مفت ، فإنّ لازم الحجّيّة الإرشاديّة رفع اليد عنها ، والأخذ بالأُخرى .
[1] رسائل المحقق الكركي ، ج 1 ، ص 80 ، الجعفريّة ، ص 20 . [2] المقاصد العليّة ، ص 29 . [3] نهاية الأحكام ، ج 1 ، ص 398 . [4] نهاية الدراية ، ج 6 ، ص 409 وما بعدها . [5] ذكرى الشيعة ، ص 3 . [6] مجموعة رسائل رسالة الاجتهاد والتقليد ، ص 77 .
200
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 200