responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 304


الثالث : ألا يتقدم خبرها على اسمها وهو غير ظرف ولا جار ومجرور ، فإن تقدم وجب رفعه ، نحو : " ما قائم زيد " ، فلا تقول : " ما قائما زيد " وفي ذلك خلاف [1] .
.



[1] ذهب بعض النحاة إلى أنه يجوز إعمال ما إعمال ليس مع تقدم خبرها على اسمها ، واستدل على ذلك بقول الفرزدق : فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم * إذ هم قريش ، وإذ ما مثلهم بشر قالوا : ما نافية عاملة عمل ليس ، ومثل : خبرها مقدم منصوب ، والضمير مضاف إليه ، وبشر : اسمها تأخر عن خبرها ، وزعموا أن الرواية بنصب مثل . والجمهور يأبون ذلك ، ولا يقرون هذا الاستشهاد ، ولهم في الرد على هذا البيت ثلاثة أوجه : الأول : إنكار أن الرواية بنصب مثل ، بل الرواية عندهم برفعه على أنه خبر مقدم ، وبشر : مبتدأ مؤخر . والثاني : أنه على فرض تسليم نصب " مثل " فإن الشاعر قد أخطأ في هذا ، والسر في ذلك الخطأ أنه تميمي ، وأراد أن يتكلم بلغة أهل الحجاز ، فلم يعرف أنهم لا يعملون " ما " إذا تقدم الخبر على الاسم ، ولعله وجد خبر ليس قد جاء متقدما على اسمها ، فتوهم أن ما - لكونها بمعنى لبس - تعطي حكمها ، ولم يلتفت إلى أن " ما " فرع من ليس في العمل ، وأن الفرع ليس في قوة الأصل . والثالث : سلمنا أن الرواية كما يذكرون ، وأن الشاعر لم يخطئ . ولكنا لا نسلم أن " مثل " منصوب ، بل هو مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، وبشر : مبتدأ مؤخر ، وإنما بنيت " مثل " لأنها اكتسبت البناء من المضاف إليه ، وجاز ذلك البناء ولم يجب ، ولهذا شواهد كثيرة منها قوله تعالى : ( إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) فمثل في هذه الآية الكريمة صفة لحق مع أن حقا مرفوع ومثل مفتوح ، فوجب أن يكون مبنيا على الفتح في محل رفع .

304

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست