responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 148


كقوله تعالى : ( ومنهم من يمشي على أربع ، يخلق الله ما يشاء ) ومنه قول الشاعر :
29 - بكيت على سرب القطا إذ مررن بي * فقلت ومثلي بالبكاء جدير :
أسرب القطا ، هل من يعير جناحه * لعلي إلى من قد هويت أطير ؟
.


29 - هذان البيتان للعباس بن الأحنف ، أحد الشعراء المولدين ، وقد جاء بهما الشارح تمثيلا لا استشهادا ، كما يفعل المحقق الرضي ذلك كثيرا ، يمثل بشعر المتنبي والبحتري وأبي تمام ، وقيل : قائلهما مجنون ليلى ، وهو ممن يستشهد بشعره ، وقد وجدت بيت الشاهد ثابتا في كل ديوان من الديوانين : ديوان المجنون ، وديوان العباس ، وذلك من خلط الرواة . اللغة : " السرب " جماعة الظباء والقطا ونحوهما ، و " القطا " ضرب من الطير قريب الشبه من الحمام " جدير " لائق وحقيق " هويت " بكسر الواو - أي أحببت . الاعراب : " بكيت " فعل وفاعل " على سرب " جار ومجرور متعلق ببكيت ، وسرب مضاف و " القطا " مضاف إليه " إذ " ظرف زمان متعلق ببكيت مبني على السكون في محل نصب " مررن " فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها ، أي بكيت وقت مرورهن بي " بي " جار ومجرور متعلق بمر " فقلت " فعل وفاعل " ومثلي " الواو للحال ، مثل : مبتدأ ، ومثل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه " بالبكاء " جار ومجرور متعلق بقوله جدير الآتي " جدير " خبر المبتدأ " أسرب " الهمزة حرف نداء ، وسرب : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وسرب مضاف ، و " القطا " مضاف إليه " هل " استفهامية " من " اسم موصول مبتدأ " يعير " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، والجملة من يعير وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ ، هكذا قالوا ، وعندي أن جملة " يعير جناحه " لا محل لها من الاعراب صلة الموصول الذي هو من ، وأما خبر المبتدأ فمحذوف ، وتقدير الكلام : هل الذي يعير جناحه موجود " جناحه " جناح : مفعول به ليعير ، وجناح مضاف والضمير مضاف إليه " لعلي " لعل : حرف ترج ونصب ، والياء ضمير المتكلم اسمها " إلى " حرف جر " من " اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى ، والجار والمجرور متعلق بقوله أطير الآتي " قد " حرف تحقيق " هويت " فعل ماض وفاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف ، والتقدير : إلى الذي قد هويته " أطير " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة في محل رفع خبر " لعل " . الشاهد فيه : قوله " أسرب القطا " وقوله " من يعير جناحه " والنداء معناه طلب إقبال من تناديه عليك ، ولا يتصور أن تطلب الاقبال إلا من العاقل الذي يفهم الطلب ويفهم الاقبال ، أو الذي تجعله بمنزلة من يفهم الطلب ويفهم الاقبال ، فلما تقدم بندائه استساغ أن يطلق عليه اللفظ الذي لا يستعمل إلا في العقلاء بحسب وضعه ، وقد تمادى في معاملته معاملة ذوي العقل ، فاستفهم منه طالبا أن يعيره جناحه ، والاستفهام وطلب الإعارة إنما يتصور توجيههما إلى العقلاء . ومثل ذلك قول امرئ القيس بن حجر الكندي : ألا عم صباحا أيها الطلل البالي * وهل يعمن من كان في العصر الخالي

148

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست