responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 147


أشار بقوله : " تساوي ما ذكر " إلى أن " من ، وما " والألف واللام ، تكون بلفظ واحد : للمذكر ، والمؤنث - [ المفرد ] والمثنى ، والمجموع - فتقول : جاءني من قام ، ومن قامت ، ومن قاما ، ومن قامتا ، ومن قاموا ، ومن قمن ، وأعجبني ما ركب ، وما ركبت ، وما ركبا ، وما ركبتا ، وما ركبوا ، وما ركبن ، وجاءني القائم ، والقائمة ، والقائمان ، والقائمتان ، والقائمون ، والقائمات .
وأكثر ما تستعمل " ما " في غير العاقل ، وقد تستعمل في العاقل [1] ، ومنه قوله تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى ) وقولهم : " سبحان ما سخركن لنا " و " سبحان ما يسبح الرعد بحمده " .
و " من " بالعكس ، فأكثر ما تستعمل في العاقل ، وقد تستعمل في غيره [2] ، .



[1] تستعمل " ما " في العاقل في ثلاثة مواضع ، الأول : أن يختلط العاقل مع غير العاقل نحو قوله تعالى : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض ) فإن ما يتناول ما فيهما من إنس وملك وجن وحيوان وجماد ، بدليل قوله : ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ) والموضع الثاني : أن يكون أمره مبهما على المتكلم ، كقولك - وقد رأيت شبحا من بعيد - : انظر ما ظهر لي ، وليس منه قوله تعالى : ( إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا ) لان إبهام ذكورته وأنوثته لا يخرجه عن العقل ، بل استعمال " ما " هنا في ما لا يعقل لان الحمل ملحق بالجماد ، والموضع الثالث : أن يكون المراد صفات من يعقل ، كقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم ) وهذا الموضع هو الذي ذكره الشارح بالمثال الأول من غير بيان .
[2] تستعمل " من " في غير العاقل في ثلاثة مواضع ، الأول : أن يقترن غير العاقل مع من يعقل في عموم فصل بمن الجارة ، نحو قوله تعالى : ( فمنهم من يمشي على بطنه ، ومنهم من يمشي على رجلين ، ومنهم من يمشي على أربع ) ومن المستعملة فيما لا يعقل مجاز مرسل علاقته المجاورة في هذا الموضع ، والموضع الثاني : أن يشبه غير العاقل بالعاقل فيستعار له لفظه ، نحو قوله تعالى : ( من لا يستجيب له تعالى ) وقول الشاعر * أسرب القطا هل من يعير جناحه * وهو الذي استشهد به المؤلف فيما يلي ، وسنذكر معه نظائره ، واستعمال من فيما لا يعقل حينئذ استعارة ، لان العلاقة المشابهة ، والموضع الثالث : أن يختلط من يعقل بما لا يعقل نحو قول الله تعالى : ( ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض ) واستعمال من فيما لا يعقل - في هذا الموضع - من باب التغليب ، واعلم أن الأصل تغليب من يعقل على ما لا يعقل ، وقد يغلب ما لا يعقل على من يعقل ، لنكتة ، وهذه النكت تختلف باختلاف الأحوال والمقامات .

147

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست