نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 612
الحاشيتين وبعده من الوسائط ، من قبل ان ‹ ما › كان منهما متوسطا [1] على الحقيقة وما بعد من الحاشيتين ، كان أقوى حرارة وأسرع تأثيرا . وما بعد من الوسط وقرب من الحاشيتين كان أضعف حرارة وأبطأ تأثيرا . ولذلك صار الشراب الأصفر من العنب الأحمر ، والأصفر الذهبي من العنب الأبيض أقوى حرارة وأسرع تأثيرا ، لان حرارتهما في الدرجة الثالثة ، وذلك لبعدهما من الحواشي والأطراف وتوسطهما الهيأتين على الحقيقة . وأما الأحمر فيتلو الأسود في ثقل الحركة وبعد الانهضام والانحدار وبعد التأثير ، وذلك لمشاكلته للأسود في لونه وغلظ قوامه وقوة قبضه . ومن قبل ذلك صار غذاؤه بعد الأسود كثيرا ، وانحلال خماره بطيئا . وأما المورد من العنب الأحمر ، والخوصي من العنب الأبيض ، فيتلو الأبيض في خفة الحركة ، وسرعة الانهضام والانحدار والنفوذ في العروق ، والقوة على درور البول ، ذلك لقربهما من المشاكلة للأبيض في لونه ورقة قوامه وليانة طعمه . ولهذه الجهة صار غذاؤهما متوسطا غذاء الأشقر والأصفر ، وبين غذاء الأبيض على الحقيقة ، وذلك لما فيهما من زيادة الصبغ وقوة الحرارة واللطافة وسرعة الحركة على اللون الأبيض . ومن قبل ذلك صار ترقيهما إلى الرأس ، بإضافتهما إلى الأبيض على الحقيقة أسرع ، وفرغهما للذهن أقوى ، وسكرهما وانحلال خمارهما أبعد . وبإضافتهما إلى الأشقر والأصفر بخلاف ذلك وعكسه ، لان ترقيهما إلى الرأس يكون أبعد وفرغهما للذهن أقل وأخف وسكرهما أسهل وانحلال خمارهما أقرب . وأما الأبيض الخمري فمتوسط [2] بين الخوصي والأبيض المائي ، من قبل أن الشراب الخالص المائية لا فرق بينه وبين الماء الا بما يوجد فيه من يسير القبض . ويدل على ذلك مشاكلته للماء في لونه ورقة قوامه وتفاهة طعمه وقلة احتماله للمزاج لعدمه الحلاوة والصلابة والعفوصة إذ لا فرق بينه وبين الماء الا بيسير قبضه . وأما الذهبي الخوصي فألذ الخمور البيض طعما وأذكاها رائحة وأولاها بأن يكون خمريا على الحقيقة ، لقوة طعمه وذكاء رائحته . ولذلك صار أسرعها نفوذا في العروق وأقواها على تنقية الصدر والرئة بالنفث . وأما الأبيض الخمري فمتوسط بين اللون المائي الخالص البياض وبين اللون الخوصي لأنه لم يبلغ بعد أن يكون خوصيا . ولذلك قال جالينوس : وبحسب زيادة الشراب الخمري على الشراب الخوصي في البياض ، كذلك نقصانه عنه في القوة والتقطيع والتنقية . وإذا كان ذلك كذلك كان من البين أنه بحسب نقصانه عن الشراب الأبيض المائي في البياض ، كذلك زيادته عليه في القوة والتقطيع والتنقية . ولذلك صار أبعد الخمور خطرا فيمن كانت به حمى الخمر المائي في الغاية ، وذلك لسرعة خروجه بالبول والعرق والبخار وبخاصة إذا كان تفها مشاكلا لطعم الماء . ولهذه الجهة اختار عليه أبقراط ، في نفث ما يحتاج إليه ان ينفث من الصدر بالبصاق ، الشراب الأبيض الخمري ، وإن كان