responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 611


السنتين ، ازدادت حرارته قوة ورطوبته قلة ، وصبغه زيادة وصار خوصيا . فإذا عتق وجاوز الأربع سنين وتم هضمه ، كملت حرارته وقوي صبغه وصار أصفر [1] زعفرانيا وان كان الشراب من عنب أحمر ، كان في ابتداء أمره قريبا من البياض لغلبة المائية عليه وضعف طبخه ونقصان حرارته . فإذا تقادم قليلا وجاوز السنة وتوسط طبخه ، قلت رطوبته وقويت حرارته واستفاد لونا وصار [2] موردا . فإذا ازداد تقادما وجاوز السنتين وتم طبخه ، ازدادت حرارته قوة ورطوبته قلة وصبغه زيادة وصار أشقر . وان كان الشراب من عنب اسود ، كان في ابتداء أمره كمد اللون حالك السواد لغلبة الأرضية عليه وضعف طبخه ونقصان حرارته . فإذا تقادم قليلا وجاوز السنة ، قويت حرارته وتوسط طبخه وامتازت أجزاؤه وطلبت [3] ترابيته السفلى بالطبع ، واستفاد رقة وصفا متوسطا [4] بين الأحمر والأسود . وإذا ازداد تقادما وجاوز السنتين ، ازدادت حرارته [5] وكمل هضمه ورسبت أرضيته وترابيته ورق لونه وصفا وصار أحمر [6] .
ففي هذا دليل واضح على أن الشراب الأبيض والأسود أقل ألوان الشراب حرارة وأميلها إلى البرودة ، وان كان الأبيض أخص بالرطوبة من الأسود للطافة ‹ الأبيض › وغلبة المائية عليه ، وغلظ الأسود وغلبة الأرضية عليه . وقد يستدل على ذلك من عفوصة الأسود وقوة قبضه وتفاهة الأبيض وقربه من طعم الماء . ولذلك قال جالينوس : وليس يكاد يوجد شراب غليظ قابض الا الأسود أو ‹ ما هو › قريب من السواد ، ولا شراب [7] رقيق مائي الا الأبيض أو ‹ ما هو › قريب من الأبيض . ولهذه الجهة صار الأبيض ألطف وأرق وأقل احتمالا للمزاج ، وأخف على الحاسة وأسرع انهضاما وانحدارا ونفوذا في العروق ودرورا [8] للبول ، الا انه أقل غذاء ، ذلك لخفة حركته وسرعة انحلاله من الأعضاء وقلة لبثه فيها . ومن قبل ذلك صار ترقيه إلى الرأس أسرع وسكره أقل وانحلال خماره أقرب وأسهل . وأما الأسود فحاله بخلاف ذلك وعكسه ، لأنه أغلظ وأعسر انهضاما وأبعد سلوكا في العروق وأمنع من درور البول وأكثر غذاء لثقل حركته وطول لبثه في الأعضاء وبعد انحلاله منها . ولذلك صار ترقيه إلى الرأس أعسر .
فإذا ترقى ، كان سكره أكثر وانحلال خماره أبعد .
وأما الوسائط التي بين هذين اللونين فلبعدهما من الحاشيتين ، أعني من مائية الأبيض وأرضية الأسود ، صارت حرارتها أقوى وأزيد ، لأنها مكونة من السواد والبياض والحرارة الفاعلة منهما والمركبة لهما ، الا أنها تختلف في ذلك وتضعف وتقوى على حسب قرب كل واحد منهما من الوسط وبعده من



[1] في الأصل : أصفرا .
[2] ( وصار ) مستدركة في الهامش .
[3] كذا . ولعلها : طافت .
[4] في الأصل : متوسط .
[5] بعدها في الأصل : ( قوة طبخه ) ملغاة بشطبة .
[6] في الأصل : أحمرا .
[7] في الأصل : شرب .
[8] ودرور .

611

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست