responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 613


الشراب الأبيض في ذلك دون الشراب الحلو كثيرا ، لان الشراب الحلو أنفع في اطلاق البطن ونفث البصاق من الصدر ، الا انه غير موافق لادرار البول ، لان أغلظ وأبطأ نفوذا في العروق وأبعد من تفتيح السدد . والشراب الأبيض الخمري أكثر تفتيحا للسدد وأسرع نفوذا في العروق ووصولا إلى المثانة . ولذلك صار أنفع من الأمراض المحتاجة إلى إدرار البول .
وأما الأصفر والأشقر فلبعدهما من الحواشي والأطراف وتوسطهما الهيأتين على الحقيقة ، صارا أكثر الأشربة حرارة ، وأقراها فعلا ، وألطفها تأثيرا ، وأجفها حركة ، وأسرعها ترق إلى الرأس ، وأشدها فرغا للذهن ، لأنهما يمليان الرأس بخارات لذاعة ويسكر بسرعة في أقرب وقت ، الا ان انحلال خمارها سهل [1] . فان عارضنا معترض فقال : وما السبب الموجب للشراب الأصفر والأشقر أن يكونا ألطف الأشربة وأخفها حركة وأسرعها تأثيرا ؟ والشراب الأبيض أرق مائية ، ومن البين أن الرقة وكثرة المائية أخص باللطافة وخفة الحركة وسرعة الانهضام من غيرها ! قلنا له : قد بينا في غير موضع في كتابنا هذا أن اللطافة على ضروب : لان منها لطافة منسوبة إلى سرعة الفعل وقوة التأثير مثل الفلفل والزنجبيل والدارصيني بقوة فعلها في تلطيف الأخلاط وتنقية الأثفال . ومنها لطافة منسوبة إلى سرعة الانفعال وسهولة الانهضام مثل لطافة السمك الرضراضي والبيض النيمبرشت في سرعة انفعالهما . ومنها لطافة في الجوهر وحسن الغذاء مثل لطافة الخبز المحكم الصنعة ولحم الدراج والفراريج ‹ في سرعة فعلهما › [2] وتوليدهما للدم الفاضل المحمود . وإذ ذلك كذلك فمن البين أن الشراب الأبيض وان كان لطيفا لرقته وسرعة انهضامه وانحداره وانحلاله ، فان الشراب الأشقر والأصفر لطيفان في قوة فعلهما وحسن تأثيرهما في تلطيف الأثفال والاخلاط وتنقية الدم وتصفيته . وسأبين ذلك عند كلامي عليهما .
وأما ما يلحق الشراب من الاختلاف بحسب طعومها فيكون على ضروب ، لان طعوم الشراب تنقسم قسمة أولية على أربعة ضروب : لان منها الحلو ، ومنها القابض ، ومنها التفه الذي لا طعم له ، ومنها الصلب الشديد الطعم القوي الرائحة ، وان كان قد يتوسط بين هذه الطعوم طعوم أخر تلطف عن [3] العبارة عنها باللفظ لأنها [4] مركبة غير بسيطة من طعم واحد فينالها الحس فيوقع العقل عليها اسما . فما كان من الخمور حلوا ، كان إسخانه في الدرجة الثانية وتجفيفه في الدرجة الأولى أو منحرفا إلى الرطوبة قليلا . ولذلك صار غليظا مذموما في جميع حالاته الا في حالة واحدة كأنه فريد فيها دون غيره من الخمور ، وهي إطلاقه للبطن لسبب الموجود في كل حلو من الجلاء والغسل والتنقية . فان عاقه عن ذلك عائق وعسر انحداره وخروجه ، حمي وغلى أو ربا وطفا في أعلى المعدة واستحال إلى المرار وولد عطشا ورياحا نافخة مضرة بأعلى البطن والخواصر ، وأحدث سددا في الكبد والطحال وحجارة في الكلى ،



[1] في الأصل : سهلا .
[2] لعل هذه الزيادة تسد الانقطاع في السياق ، وتنشجم مع ما سبق .
[3] ( عن ) هنا زائدة .
[4] في الأصل : لأنهما .

613

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 613
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست