responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 23


فيقل ما يجتمع منه في المعاء ويخف حمله عليها ، فلا تهتاج إلى دفعه بسرعة . ولذلك قال جالينوس :
إن الحلاوة تقلل التفل ، والملوحة تكثره . أراد أن الغذاء المالح يجتمع منه في المعاء مقدار كثير لقلة ما ينفذ منه في العروق إلى الأعضاء .
وأما ما كان من الأغذية مرا ، فإن قوته وفعله شبيه بقوة المالح وفعله . إلا أنه أقل إضرارا بالمعدة كثيرا لغلبة القبض على مزاجه .
وأما ما كان من الأغذية حريفا ، فإن له لا محالة قوة قطاعة جديدة مشاكلة لقوة الأغذية المسهلة .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن ما كان من الأغذية حريفا أو بورقيا ففيه قوة قطاعة يفعل بها فعل الأدوية المسهلة ويحدر البطن باستكراه للطبيعة وعنف عليها . ولذلك صار سبيله في الأبدان سبيل الدواء لا سبيل الغذاء . إلا أن الحريف أخص بذلك وأقوى فعلا لان قوته أحد كثيرا .
فأما ما كان الأغذية حامضا فإن له قوة تقطع وتلطف من غير إسخان للبدن . إلا أن فعله يكون على ضربين : وذلك أنه إن وافى في المعدة والمعاء رطوبات غليظة قطعها ولطفها وأحدرها . وإن وافى البطن يابسا قليل الرطوبة ، كان بتجفيف التفل وحبس البطن أولا وإليه أسبق ، لان ذلك من خاصته وطبعه . وإنما يفعل متى كانت حموضيته ساذجة بسيطة ، إلا أن يخالطها شئ من اللزوجة مثل التمر هندي والإجاص ، فتكون معينة على إطلاق البطن دائما .
فأما ما كان من الأغذية عفصا ، فإن فيه قوة قابضة تدبغ وتجفف وتغلظ الرطوبة . ولذلك صار لمن احتاج إلى التدبير الملطف مذموما ، لان من خاصيته أن يدبغ المعدة ويقويها ويحبس البطن بالطبع دائما . وإن كان قد تهيأ فيه إطلاق البطن بالعرض . وذلك أنه إذا أخذ قبل الطعام ، تمكن من فم المعدة الأسفل وشده وقواه ، ومنع الاسهال منعا قويا . فإذا أخذ بعد الطعام بقي طافيا في أعلى المعدة وعصره كما يعصر الشئ بالمعصار ، وأحدر ما في المعدة بسرعة وصار سببا لاسهال البطن ، وبخاصة متى وافى جرم المعدة ضعيفا عن حبس الغذاء ، وكان ما تقدم من الأغذية من الأشياء الملطفة مثل الحلبة المنبتة وسائر البقول المسلوقة المتخذة بالمري والزيت ، لان هذه الأغذية إذا تقدمت وأخذ بعدها شئ قابض انحدرت بسرعة وأعانت على الاسهال .
ولجالينوس في هذا قصة أخبر بها عن رجل خطيب كان يزعم أنه إذا أخذ الأشياء القابضة مثل الكمثرى والتفاح والسفرجل ، أسهلته إسهالا قويا . فقال جالينوس : إني لما سمعت هذا الرجل الشاعر يقول أنه إذا أكل الأشياء القابضة أسهلته ، فكرت في ذلك وأخمدت الفحص الذي يقع بالتجربة ، ودنوت بالحكمة إلى تجربة أخرى من هذا الرجل وسألته أن يصير غذاءه عندي يوما واحدا لأقف على الوقت الذي يأكل فيه الطعام القابض ، ومقدار ما كان يأكل منه ، وسألته أن يجري غذاءه على عادته في سالف أيامه ولا يغير من تدبيره شيئا . ففعل ذلك ، ودخل الحمام بدءا ثم خرج وشرب ماء باردا فأقل منه . ثم أكل حلبة منبتة وفجلا وأشباه ذلك مما عاده الناس إذا أكلوه قبل طعامهم ، لانت طبائعهم ، ثم شرب بعد

23

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست