responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 22


منها بسرعة لما فيه من قوة الجلاء والغسل . ولما كانت الأعضاء تجذبه إليها دائما صار ما يصل إلى البدن من غذائه أكثر مما يصل من سائر الطعام ، فإن كان مع ذلك ملززا [1] مكتنزا ، كان بتقويته للأعضاء أكثر ، لطول لبثه فيها وبعد انحلالها منها . وإن كان فيه مع حلاوته لزوجة ، مثل التمور ، كان انحداره عن المعدة أسرع ونفوذه في العروق أعسر من قبل أن معه ، مع جلائه وغسله قوة تزلقه وتحدره بسرعة .
وأما ما نفذ منه في العروق ، فإن انهضامه يعسر جدا ويطول لبثه في العروق ، وذلك لغلظه ولزوجته ، وبهذا صار كثيرا ما يولد سددا في الكبد والطحال ، ويستحيل بسرعة إلى العفونة والفساد ويولد حميات مزمنة .
والفالوذجات داخلة في هذا الجنس أيضا لما فيها من الغلظ واللزوجة المكتسبة من الحنطة والزيت ، لان أغلظ ما تكون الحنطة إذا عملت بالزيت ، ولذلك صارت الزلابية شر ما يؤكل من الحنطة .
فأما ما كان في طبيعته يابسا مثل عسل النحل ، فإن فيه قوة حارة مكتسبة من طبيعة الحيوان الذي يتولد منه . ولذلك صار يغسل غسلا قويا ، وينقي الرطوبات الغليظة اللزجة . ولهذا صار إذا وافى قوة البطن مستعدة لدفع التفل من أسفل ومقصرة عن تنفيذ الغذاء إلى الأعضاء ، أعان القوة الدافعة على انحدار التفل ، وصار سببا قويا لاطلاق البطن . فإذا وافى قوة البطن متهيئة لتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء ، ومقصرة عن إحدار التفل إلى أسفل ، فتح أفواه العروق بحدته وطرق [2] للغذاء وأعان على تنفيذه وكشف رطوبة التفل ، وجفف أكثرها ومنعه من الانحدار وصار سببا لحبس البطن . ولذلك اختلف فعل العسل في الناس وصار في بعضهم مطلقا للبطن ، حافظا للصحة ، وفى بعضهم حابسا للبطن مهيجا للأمراض .
وأما ما كان من الأغذية دسما مثل اللوز وما شاكله ، فمن خاصيته أنه يطفو بدءا على الطعام كالدهن . فإذا اختلط بالطعام بقوة الغليان غلظه ومنعه من سرعة الانهضام حتى إذا أخذ الطعام في الانهضام ، لين خمل [3] المعدة بدهنيته وأزلق الطعام وأحدره بسرعة . فإذا صار إلى العروق وانتفخ فيها وربا ، منع من شهوة الطعام .
وأما ما كان من الأغذية مالحا فإن له قوة قطاعة تلذع المعاء وتؤذيها وتهيجها إلى دفع ما فيها بسرعة . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن ما كان من الأغذية حلوا وبورقيا فمن خاصيته قلة النفوذ في العروق وسرعة الانحدار من المعاء . إلا أن البورقي أخص بذلك وأقوى فعلا لجهتين : إحداهما أنه ، لملوحته وتقطيعه ، يلذع المعاء ويؤذيها ويهيجها إلى دفعه بسرعة . والثانية أنه ، لبشاعته وقلة استلذاذ الأعضاء به ، لا يجذب إليها منه إلا اليسير جدا ، فيبقى أكثره في المعاء ويثقلها ويوهنها فتهتاج إلى دفعه ضرورة من غير لبث كثير . وأما الحلو فليس كذلك لان الأعضاء تستلذه وتجذب إليها منه مقدارا أكثر ،



[1] يقال : لزز الله فلانا جعل خلقه ملززا أي مجتمعا شديدا .
[2] طرق الشئ : أي جعل له طريقا .
[3] خمل المعدة : زغبها .

22

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست