responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 150


الانهضام ، لأنه في طبيعته وغذائه قريب من طبيعة سمك الأنهار وغذائه ، إذ كان أكثر غذائه مما ينصب إليه من الأنهار من الأوساخ ومزابل المدن [1] . ولذلك صار سمك بحر الخزر [2] أذم الأسماك وأقلها جودة لان ماءه ليس بالنقي ، من قبل أن الأنهار تصب إليه دائما وتحمل إليه أوساخ المدن ومزابلها ومياه الحمامات وغيرها مما يكدره ويفسد ماءه . وما كان منه يأوي المواضع المتوسطة بين هذين الموضعين ، كان في فعله وانفعاله وجودة غذائه ورداءته متوسطا بين هاتين الحالتين ، لأنه أخذ من كل واحد منهما بقسطه .
وأما سمك الأنهار ، فإن ما كان منه يأوي الأنهار العظام ، القوية المد ، الكثيرة الأمواج ، الصافية الماء ، النقية من الكدر والوسخ ، لبعدها من المدن ، فإنها بالإضافة إلى سمك سائر الأنهار الأخرى ، أفضل وأحمد غذاء ، لان صفاء الماء الذي يأوي فيه ، ونقائه وقلة وسخه يزيل عنه سهوكته وزهومته . وقوة حركة الماء وكثرة أمواجه ترخي لحم السمك وتذهب بغلظه وبخاصة متى كان الماء جاريا على حجارة وحصى ، لان الحجارة تكسر لحم السمك وترخيه وتصيره قريبا من السمك الشطي النقي الماء إلا في اللزوجة فقط ، لان السمك الشطي أقل لزوجة لملوحة مائه . وما كان من السمك يأوي أنهارا لطافا ضعيفة المد ، قليلة الأمواج ، قريبة من المدن تنصب إليها مياه الحمامات ومبال الكنان وأوساخ المزابل ، كان أسمن وأعذب وأكثر لزوجة وغلظا . ولذلك صار لحمه لعابيا بطئ الانهضام قليل اللذاذة بعيدا [3] من الغذاء المحمود جدا ، من قبل أن ضعف حركة مائه وقلة أمواجه يكثف جسمه ويفيده لزوجة وغلظا .
وما يغتذي به مما يصل إليه من أوساخ المدن يكسبه سهوكة وزهومة . وتدل على ذلك استحالته إلى الفساد بسرعة بعد خروجه من الماء . ولذلك صار كثيرا ما يجتمع منه في أبدان المدمنين عليه فضول كثيرة رديئة بلغمانية .
وأما سمك البحيرات ، فهو أكثر لزوجة وسهوكة من سمك الأنهار الجارية ، من قبل أن ماء البحيرات أقل حركة وأكثر طينا وحمأة . ولذلك صار سمكها أكثر عذوبة وأدسم وأقل لذاذة لكثرة سهوكته وزفورته . ولهذه الجهة ، صار غذاؤه رديئا [4] ، وانهضامه أعسر ، وانتقاله إلى الفساد أسرع . إلا أن ما كان منه من بحيرات تنصب إليها مياه [5] الأنهار ، ويخرج ماؤها إلى البحر دائما ، كان أحمد كثيرا لان ماءها ينغسل كل يوم دائما ويقل وسخه بما ينصب إليه من الأنهار ، ويخرج إلى البحر .
وأما سمك الآجام ، فهو أردأ الأسماك كلها وأغلظها وأذمها وأكثرها سهوكة وزفورة وأسرعها انقلابا إلى الفساد وأعسرها انهضاما ، لأنه يأوي في مياه مستنقعة كثيرة الطين والحمأة . ولذلك وجب أن



[1] في الأصل : البدن .
[2] هو بحر قزوين . ونادرا ما يطلق الخزر على البحر الأسود .
[3] في الأصل : بعيد .
[4] في الأصل : ردئ .
[5] في الأصل : أمياه .

150

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست