نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 151
يتوقى كثيرا ولا يقرب أصلا . وقال واضع هذا الكتاب : ولقد شاهدت سمكا من هذا الجنس في ماء كان مستنقعا [1] في بركة مبنية يكون طولها ثلاث مائة ذراع في عرض مائتين أو أكثر قليلا ، فأقام الماء فيها منتقعا [2] ثلاث سنين ، إلا أنه يسقى منه في كل وقت ، ويصب إليه ماء جديد ، الحين بعد الحين ، في كل ثلاثة أشهر أو أربعة مرة من عين كانت قد أجريت إليه . وكثر في تلك البركة الطين والحمأة والضفادع . فلما كان بعد ثلاث سنين أو أربعة ، خرج ماؤها كله منها ، ووجد فيها سمك لم يكن أحد يقدر يمسكه بيده ، لأنه كان يزلق من اليد لكثرة لزوجته ولعابيته . ولم يكن يلبث أيضا إلا ساعة حتى يموت . فلما شقوا عنه وجدوا لحمه لعابيا فاسدا شديد السهوكة والزفورة لا لذاذة له ولا طعم . وكان شحم جوفه لينا رخوا غير جامد ، ولونه رماديا ، سهكا . * * * وأما ما يتولد من السمك في الماء العذب وينتقل إلى المالح ، أو يتولد في المالح وينتقل إلى الماء العذب ، فإنه في طبيعته متوسط [3] بين طبيعة السمك الشطي وسمك الأنهار ، إلا أنه يكون على ضربين : أحدهما : يكون تولده في الأنهار العظام القوية المد ، الكثيرة الأمواج ، النقية الماء ، البعيدة من المدن ، وينتقل [4] . أو يكون تولده في الماء المالح وينتقل إلى أنهار عظام قوية المد والأمواج ، بعيدة من المدن . والثاني : يكون تولده في أنهار لطاف قليلة المد ، كريهة الماء ، قريبة من المدن ، وينتقل إلى الماء المالح . أو تولده في الماء المالح ، وانتقل إلى أنهار عظام [5] نقية الماء ، كان غذاؤه أفضل وأحمد مما كان تولده في أنهار لطاف وانتقل إلى الماء المالح ، أو كان تولده في الماء المالح وانتقل إلى أنهار لطاف ، وإن كان ما يتولد في الماء المالح وينتقل إلى الماء العذب ، أفضل مما كان تولده في الماء العذب وينتقل إلى الماء المالح ، لان ما كان تولده في الماء المالح وانتقل إلى الماء العذب ، كان أقل لزوجة وسهوكة ، وأقرب من طبيعة السمك الشطي ، لان ابتداء كونه من الماء المالح ، والماء المالح مجفف للرطوبات بالطبع . وأما ما كان تولده في الماء العذب وانتقل إلى الماء المالح ، فإنه أغلظ وأكثر لزوجة لان ابتداء كونه من الماء العذب ، والماء العذب مرخ مرطب . فقد بان مما قدمنا إيضاحه أن أقل الأسماك لزوجة ورطوبة السمك البحري وبخاصة متى كان صخريا ، وكان قريبا من القرار . وبعده في الفضل ، السمك اللجي والسمك الشطي الذي يأوي إلى الماء الصافي النقي البعيد من مصب الأنهار . ودون البحري في الفضل ، سمك الأنهار العظام الكثيرة
[1] في الأصل : مستنقع . [2] في الأصل بالرفع . [3] في الأصل : متوسطا . [4] أي ينتقل إلى الماء المالح . [5] كذا في الأصل . واضح تكرار ما جاء في الضرب الأول . ولعل انقطاعا في الكلام هنا مفاده أن ( ما كان من السمك تولد في الماء المالح وانتقل إلى أنهار . . ) إلخ .
151
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 151