responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 112


الذي ، وإن كان متحركا ، فإنما حركته لغيره لا لذاته مثل لحم الصدر والرقبة والصلب .
فما كان دائم الحركة لذاته وعينه ، كان ألطف غذاء وأعذب وأسرع انهضاما ونفوذا في العروق ، وأقرب إلى الانقلاب إلى الدم مما شاكله في مزاجه وخالفه في دوام الحركة ، من قبل أن الحركة من شأنها أن تقوي الحرارة وترق الأثفال وتلطفها وتنقي أكثرها من البدن .
وما كان من الأعضاء دائم السكون ، كان أغلظ غذاء وأعسر انهضاما وأبعد من النفوذ في العروق وأبطأ في الانقلاب إلى الدم مما وافقه في مزاجه وتركيبه ، وخالفه في سكونه وقلة حركته ، من قبل أن السكون يفعل ضد الحركة دائما ، لأنه يجمد الحرارة الغريزية ويرطب الأبدان ويغلظ الأثفال ويمنع من تحليلها . ولذلك صار البطن وما يليه أغلظ لحما وأكثر شحما وأقل عذوبة من لحم الصلب والرقبة والصدر ، من قبل أن حركة الصلب والرقبة ترض ما يجاورها من اللحم ، وترق أثفاله ، وتنقي فضوله ، وتخرجه من مسام البدن دائما . ولذلك قل ما على هذه الأعضاء من الشحم وتجرد لحمها وعذب وجاد هضمه . وأما البطن ، فلدوام سكونه ، انحصرت الرطوبات في باطنه ، وغلظت وانطبخت طبخا ثانيا وصارت شحما . ولذلك كثر شحمه وقلت عذوبة ( 1 ) لحمه وزالت لذاذته وعسر انهضامه .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن كل لحم لازوق بعظم فهو أمرأ وأعذب مما بعد من العظام ، لان العظام ترض ما جاورها من اللحم وتخلخل جسمه وتنفي فضوله ، وتكسبه عذوبة ولذاذة بإتعابها له دائما .
وأما اختلاف غذاء الأعضاء بحسب مواضعها من البدن ، فإن ذلك ينقسم قسمة أولية على ضربين : لان من الأعضاء ما يلي ظاهر البدن وسطحه ، ومنها ما يلي باطن البدن وعمقه . وما يلي سطح البدن فينقسم قسمة ثانية على ضربين : لان منها ما هو مجاور للعظم مثل عظم الصلب والرقبة ، ومنها غير مجاور لعظم مثل السرة وسائر ظاهر البطن ( 2 ) . فأما المجاور للعظم فينقسم خمسة أقسام : لان منها ما يلي الصدر ومقدم ما يلي مؤخر البدن وعجزه مثل الأعضاء المتوسطة بين أسفل الكبد والذنب .
ومنها ( 3 ) المتوسطة بين هاتين المرتبتين . ومنها ما يلي الجانب الأيسر مثل الأعضاء المجاورة للطحال .
ومنها ما يلي الجانب الأيمن مثل الأعضاء المجاورة للكبد والمرار ( 4 ) .
فما كان منها يلي ظهر البدن وسطحه ، كان أفضل مما يلي باطن البدن وعمقه ، لان ما يلي ظاهر البدن لقربه من مسام البدن ، تتحلل فضوله دائما وتخرج بالبخارات والعرق ، فتقل فضوله ويعذب لحمه ويلين . وما يلي باطن البدن ، فلبعده من مسام البدن ومنافسه ، تحتقن البخارات فيه ويكثر فضوله ورطوباته ويغلظ . ولذلك ما يلي الجانب الأيمن أفضل مما يلي الجانب الأيسر ، لان ما يلي الجانب

112

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست