responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 111


حتى تتمكن الحرارة الغريزية منها ، فيكمل نضجها ويجود هضمها . ولذلك لا يتعذر على الانسان أن يتناول منها المقدار الزائد على شبعه قليلا .
والثانية : أن ليس فيها من الدهنية ما يزلق المعدة والمعاء وينحدر عنها قبل نفوذها في العروق .
لكنها ، للطافة غذائها وخفة حملها على الطبيعة ، تلبث في المعدة والمعاء مدة يمكن فيها أن تجذب قوة الكبد منها مقدار حاجة الطبيعة إليه على الكمال . ولهذه الجهة ، صارت أسرع الأعضاء انهضاما وأسهلها نفوذا في العروق ، وأوصلها إلى أقطار الأبدان ، وأقربها استحالة إلى الدم المعتدل ، وأكثرها تشبها بالأعضاء . ومن قبل ذلك صارت موافقة لحفظ الصحة وقوة الأعضاء معا .
وأما الشبيه باللحم ، فهو أقل دما وأرخى جسما من اللحم الخالص الصحيح من قبل أن دمه قد انطبخ طبخا ثانيا ، واكتسب هشاشة ولذاذة . ولذلك صار في طبيعته وذاته متوسطا بين جوهر اللحم وجوهر الشحم ، فهو لذلك أقل دما من اللحم وأكثر منه رطوبة ولزوجة ، وأكثر دما من الشحم وأقل منه رطوبة ولزوجة . ولهذا صار لونه متوسطا بين لون الشحم ولون اللحم ، وأقرب إلى لون الشحم قليلا .
ومن قبل ذلك ، صار بالإضافة إلى الشحم ، ألطف وأعدل ، وأسرع انهضاما . وبالإضافة إلى اللحم ، أغلظ وأكثر لزوجة وأبعد انهضاما . ومن أجل ذلك صار الغذاء المتولد عنه أيضا متوسطا بين غذاء اللحم وغذاء الشحم ، لأنه بالإضافة إلى الشحم ، أكثر غذاء وأسرع انهضاما ، إلا أنه ينقسم قسمين : وذلك أن منه شيئا أعدته الطبيعة لتوليد رطوبات فيها لتمام النسل مثل الضرع للبن ، والخصي للمني . ومنه شئ أعدته لتوليد رطوبات ترطب بها ما حولها من الأعضاء بالطبع مثل النغانغ واللحم الرخو الذي في أصل اللسان ، والذي بالقرب من الوريد المعروف بالحلبلوب ، وغدد المعاء المسماة الدوارة ، لان هذه المواضع لما كانت قليلة اللحم احتاجت الطبيعة إلى إعداد أعضاء بالقرب منها لتعد لها فيها الرطوبات التي بها تغذيتها وتربيتها .
* * * وأما اختلاف الأعضاء من قبل حركاتها وسكونها بدءا على ضربين : وذلك أن من الأعضاء ما هو دائم السكون مثل البطن وما يليه . ومنها ما هو دائم الحركة ، وهو على ضربين : إما أن تكون حركته طبيعية وإما عرضية . فأما الطبيعية فهي التي يحركها العضو بذاته ونفسه ، لا من أجل عضو آخر غيره ، مثل حركة الشفتين والأذنين والقوائم . وأما العرضية فهي التي يتحرك بها العضو بمشاركته عضوا آخر غيره ، لا من أجل نفسه ، مثل حركة اللحم المجاور للرقبة وعظم الصلب وصندوق الصدر ، فإن اللحم المجاور للرقبة والصلب يتحرك بحركة خرز الرقبة وخرز الصلب والأضلاع والمجاور لصندوق الصدر يتحرك بحركة الصوت والتنفس معا .
فقد بان من قوة كلامنا : أن من الأعضاء ما هو دائم السكون مثل البطن وما يحويه . ومنها ما هو دائم الحركة لذاته وعينه مثل الشفتين والأذنين والأكارع . ومنها ما هو متوسط بين الحركة والسكون وهو

111

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست