responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 113


الأيمن مجاور لينبوع القوى الطبيعية وحرارة الكبد والمرار ، فتلطف فضوله وتتحلل دائما . وما يلي الجانب الأيسر فمجاور للطحال ، وغلظ المرار السوداء وبردها ، فتغلظ فضوله وتمتنع من التحلل .
ولذلك ما يلي مقدم البدن وصندوق الصدر أفضل مما يلي مؤخر البدن وعجزه ، وذلك لجهات ثلاث :
إحداها : أن ما يلي مقدم البدن يغتذي بدم قد وصل إلى القلب وانهضم فيه وبعد انهضامه في الكبد انهضاما ثانيا ، من قبل أن أعضاء الصدر إنما تغتذي بفضلة غذاء القلب ، والقلب فليس يقبل من الكبد إلا أفضل الدم وأحمده . فإذا وصل إليه ، هضمه ثانية وأخذ غذاءه من أحمد ما فيه مما شاكل جوهره وطبيعته ، ودفع فضله ذلك إلى أعضاء الصدر ومقدم البدن . ولذلك صار غذاء الصدر وما يليه أفضل وأحمد من غذاء غيرها من الأعضاء .
والثانية : أن صندوق الصدر دائم الحركة بالتنفس والصوت جميعا . ولذلك تنحل فضوله ويرطب لحمه ويعذب ويحسن انهضامه .
والثالثة : أن صندوق الصدر ما كان يحوي القلب ، والقلب ينبوع الحرارة الغريزية ، والحرارة الغريزية ممرها بصندوق الصدر دائما في صعودها من القلب إلى الرأس . ولذلك لطف غذاؤه وقلت فضوله وعذب لحمه واستفاد لذاذة ولطافة ليست ( 1 ) هي لغيره من اللحمان .
وأما ما يلي مؤخر البدن فهو ، بالإضافة إلى ما يلي مقدم البدن ، مذموم من جهتين : إحداهما :
أنه إنما يغتذي بدم لم يصل إلى القلب ولم يتم هضمه فيهضم ( 2 ) فيه ثانية . والأخرى : بعده من ينبوع الحرارة الغريزية وضعف فعلها فيه . ولذلك غلظ لحمه وعسر انهضامه وقلت عذوبته ولذاذته .
وأما ما كان من الأعضاء متوسطا ( 3 ) بين هاتين المرتبتين ، فحاله أيضا في جودة غذائه ورداءته وسرعة انهضامه وإبطائه ، حال متوسطة . إلا أن قربها من طبيعة الأعضاء التي تلي مؤخر البدن أكثر من قربها من طبيعة الأعضاء التي تلي مقدم البدن ، من قبل أنها وإن كانت قريبة من ينبوع الحرارة الغريزية ومجاورة له ، فإن الدم الذي تغتذي به دم لم يصل إلى القلب ، ولم تنهضم فيه ثانية ، ولا هي أيضا في طريق الحرارة الغريزية الصاعدة من القلب إلى الدماغ فتلطف فضولها وترق وتخرج بمرور الحرارة الغريزية بها .

113

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست