responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 44


الوجه الثاني من الباب الثالث في معرفة الأغذية من روائحها أما روائح الأغذية فقد اختلفت الأوائل فيها على ضروب لان منهم من قال أن لها دلائل تساوي دلائل الطعوم ، ومنهم من قال أن لها دلائل إلا أنها ضعيفة لا يوثق بمثلها .
فأما الذين أوجبوا لها دلائل فقالوا : إنا وجدنا البخارات تؤثر في حاسة الشم كتأثير الطعوم في حاسة الذوق ، لأنا لم نجد فعل الحرافة والحموضة في حاسة الشم بدون فعلها في حاسة الذوق ، فكان في ذلك دليل على أن للروائح من الدلائل مثلما للطعوم من الدلائل .
فقال لهم من خالفهم في ذلك ورد عليهم ، أن الأصل الذي عليه قستم هذا القياس فاسد ، والمقدمات التي قدمتموها لاستخراج النتيجة غير صحيحة ، لأنكم أجزتم علة في غير معلولها ، وصيرتم الدليل عليها بغير أثرها . وذلك أنكم جعلتم دليلكم على دلالة حاسة الشم على طبائع الأغذية فعل الحرافة والحموضة في الحاسة من التلذيع والتقطيع ، فقدمتم مقدمة خارجة عن وجه القياس ، لان التقطيع والتلذيع ليسا بمحسوسات للشم فيدلان عليه . بل إنما هما محسوسات للمس لان لكل حاسة محسوسات تختص بها لا تجاوزها إلى غيرها ، مثل الألوان والاشكال التي هي محسوسات البصر ، والأصوات والنغم التي هي محسوسات للسمع ، والروائح والبخارات التي هي محسوسات للشم ، والتقطيع والتلذيع والحرارة والبرودة التي هي محسوسات للمس . وكل واحدة من هذه الحواس تنفرد بعضو واحد لا يتجاوزه إلى غيره خلا حاسة اللمس فإنها تشمل الأعضاء الآلية . ولهذا ما صارت العين تحس الألوان والاشكال بطبعها وجوهريتها ، وتحس بالتلذيع والتقطيع بما فيها من قوة اللمس بالعصب الذي فيها ، فليس من حيث ما حست الألوان والاشكال أحست التلذيع لأنها حست الألوان والاشكال بقوتها البصرية الروحانية ، وأحست التقطيع والتلذيع بما فيها من العصب الحاس . والدليل على ذلك أنا نجدها تحس بألم الدواء إذا جعل فيها . وهي بطبائعها وجواهرها ، وتحس غير محسوس [1] مغمضة لا تبصر شيئا . وكذلك اللسان والاذن والخياشيم ، فإنما تحس محسوساتها المخصوصة بها بطبائعها



[1] في الأصل : محسوسا .

44

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست