حكم قتل الجن ( إن قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق ، والظلم محرم في كل حال ، فلا يحل لأحد أن يظلم أحداً ولو كان كافراً ، بل قال تعالى : { وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أنْ لا تَعْدِلوا اعْدِلوا هُوَ أقْرَبُ لِلتَّقْوى } [1] ، والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم ، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها ، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير ، وفي صور الطير ، وفي صور بني آدم [2] ، كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر ، قال تعالى : { وإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمْ اليَوْمَ مِنَ النَّاسِ وإِنِّي جارٌ لَكُمْ } ، إلى قوله : { وَاللهُ شَديدُ العِقابِ } [3] . وكما روى أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلوا الرسول أو يحبسوه أو يخرجوه ؟ كما قال تبارك وتعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَروا لِيُثْبِتوكَ أَوْ يَقْتُلوكَ أَوْ يُخْرِجوكَ وَيَمكرُون وَيَمْكُرُ
[1] المائدة : 8 . [2] روى مسلم في مقدمة الصحيح بإسناده إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : « إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث » . [3] رواه الطبري في « التفسير » من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وفي « التاريخ » من مرسل عروة ، وروى نحوه الطبراني في « الكبير » من رواية رفاعة بن رافع وفي إسناده عبد العزيز بن عمران ضعفه الهيثمي . انظر : « تفسير الطبري » ( 14 / 7 - شاكر ) و « المعجم الكبير » ( 5 / 41 ) .