أصحاب السُّنن والمسانيد هل كانوا مجتهدين أم مقلِّدين ؟ ( سئل : هل البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأبو داود الطيالسي ، والدارمي ، والبزار ، والدارقطني ، والبيهقي ، وابن خزيمة ، وأبو يعلى الموصلي ؛ هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحداً من الأئمة ، أم كانوا مقلدين ؟ وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة ؟ فأجاب : الحمد لله رب العالمين . أما البخاري ، وأبو داود ؛ فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد . وأما مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وأبو يعلى ، والبزار ، ونحوهم ؛ فهم على مذهب أهل الحديث ، ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق ، بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث ؛ كالشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد ، وأمثالهم ، ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة ؛ كاختصاص أبي داود ونحوه بأحمد بن حنبل ، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز - كمالك وأمثاله - أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق - كأبي حنيفة والثوري - . وأما أبو داود الطيالسي ؛ فأقدم من هؤلاء كلهم ، من طبقة يحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن هارون الواسطي ، وعبد الله بن داود ؛ ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن إدريس ، ومعاذ بن معاذ ، وحفص بن غياث ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد . وهؤلاء كلهم يعظمون السنة والحديث ، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين ؛ كأبي حنيفة والثوري ونحوهما ؛ كوكيع ، ويحيى بن سعيد ، ومنهم